لندن: دعا المؤتمر السنوي العام للمعارضة الإيرانية في الخارج في ختام ثلاثة أيام من الانعقاد إلى تشكیل جبهة موحدة للتضامن الوطني لإسقاط استبداد النظام الديني في إيران ودعم انتفاضة الداخل الإيراني وطرد قوات الحرس الثوري من المنطقة والعمل على احلال بديل ديمقراطي لإيران غير نووية ومحبة للسلام. 

وخلال ثلاثة أيام، ناقش مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس آفاق التغيير في إيران، حيث بحث سياسيون وممثلون لمنظمات غير حكومية عربية وإيرانية في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر مساء امس خطر الحرس الثوري الداعم لميليشياته العابثة في أمن واستقرار سوريا والعراق واليمن وجنوب لبنان والبحرين وطرق إنهاء تدخلات نظام ولاية الفقيه في بلدان المنطقة وتخليص شعوب الشرق الاوسط من الحروب والإرهاب وکذلك البديل للنظام الحاکم فی إيران ومستقبل إيران والمنطقة، حيث تم التأكيد على دعم المقاومة‌ الإيرانیة وضرورة مساعدة الدول العربية لها.

فيديو للجلسة الختامية للمؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في الخارج:

وانعقد المؤتمر برعاية لجنة التضامن العربي الإسلامي مع المقاومة الإيرانية وبمشارکة‌ وفود من دول عربیة منها الجزائر وتونس والبحرین والاردن والسعودیة‌ ولبنان والکویت وفلسطین والمغرب والیمن والعراق ومصر، وحضور مكثف للمعارضة السورية على اختلاف انتماءاتها.

مواجهة جرائم نظام ولاية الفقيه

وتحدث في المؤتمر محمد محدثين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن انفتاح منظمة مجاهدي خلق المعارضة على تشكيل أكبر تجمع لتنظيمات المعارضة الإيرانية من أجل اسقاط النظام. وأشار الى أن احتجاجات وانتفاضة المواطنين العرب في جنوب إيران وقتل الأبرياء في العراق وسوريا واليمن وحّدت بين فصائل المقاومة والمنظمات العربية وشعوب المنطقة من أجل مواجهة جرائم نظام ولاية الفقيه.

واستخلص محدثین من التطورات الجاریة خلال الأشهر الستة الماضية ولاسيّما الانتفاضة الأخيرة في طهران حقيقة ان الانتفاضة مستمرة حتى إسقاط النظام حيث اثبتت أنّ النظام لا يتخلى عن القمع ولكنه لم ولن يستطيع أن يقضي على العوامل الرئيسية للانتفاضة. 

واشار إلى ان الانتفاضة اكدت الإقبال العام للشعارات المُنادية بإسقاط النظام كما زاد إقبال الشباب للالتحاق بمعاقل الانتفاضة لمجاهدي خلق بنسبة كبيرة فيما كانت المطالب المعيشية واسعة جداً وشاملة وهي الأساس لبداية الانتفاضات التي أخذت طابعاً سياسياً في مدة قصيرة وتحولت إلى مطالب لإسقاط النظام.

وشدد محدثین: النظام الإيراني ليس عدوّ الشعب الإيراني فحسب، وانما هو عدوّ لكل بلدان وشعوب المنطقة. وقال "اليوم شعبنا ومقاومتنا یعيش منعطفاً جديداً ويعيش النظام الإيراني في أضعف حاله". واضاف "أكرّر مرة أخرى دعوة السيدة رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى تشكيل جبهة موحّدة ضد نظام الملالي، محورها الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وحيث حان الوقت لعدم منح فرصة لهذا النظام واستخدام كل الجهود والقدرات لإسقاطه". 

جبهة موحدة للمعارضة الإيرانية

ورحّب النائب البحريني جمال بوحسن وأمين عام لجنة البرلمانات العربية ضد التدخل الإيراني بتشكيل جبهة موحدة تضم جميع قوى المعارضة الإيرانية والقوى العربية المناهضة لنظام طهران.
ودعا لتشكيل جبهة سلمية مهمتها التحاور مع المجتمع الدولي للضغط على إيران وتشجيع الشركات العالمية على عدم التعاقد مع الشركات الإيرانية. وشدد على ضرورة دعم الانتفاضة الإيرانية بكل الوسائل وعدم الاكتفاء بالشعارات والمؤتمرات. وطالب بتوحيد المعارضة تحت قيادة مريم رجوي، وطالب الدول الاسلامية بطرد إيران من جميع المنظمات الاسلامية العالمية.

طهران تتحدث عن تحرير القدس بالكلام فقط

اما عضو المجلس التشريعي الفلسطيني من حركة فتح جمال أبو الرب، فقال إن نظام إيران يستغل القضية الفلسطينية والقدس من أجل مأربه وأنه يتحدث عن القدس ومحاربة اسرائيل بالكلام والشعارات فقط ويعمل على تفتيت الدول العربية ودعم حماس من أجل الإنقلاب على الوحدة الفلسطينية وحمل إيران مسؤولية إضعاف جبهة الفلسطينيين الداخلية.

ومن جانبها، قالت الكاتبة السعودية أمل عبد العزيز الهزالي إن الخصم الاول لإيران ليس الدول العربية او الولايات المتحدة او حتى اسرائيل انما خصم هذا النظام هو الشعب الإيراني، ونوهت إلى ان نظام ولاية الفقيه بات يعلم أن النار تحت الرماد، ولأول مرة هناك قلق حقيقي لدى النظام الإيراني ويجب على الدول العربية عزل هذا النظام عن طريق قطع العلاقات معه.

المعارض السوري هيثم المالح رئيس لجنة الحقوقيين في المجلس الوطني للمعارضة السورية قال إن من سرق ثورة الشعب الإيراني وجاء بالخميني هي الولايات المتحدة، وليس أي جهة أخرى وأضاف نحن سنعمل معكم على محاكمة كل المجرمين بحق الشعب الإيراني.

وقد حضرت منظمات حقوقية دولية المؤتمر، ونددت بقمع الانتفاضة في المدن الإيرانية وتدخلات الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، وطالبت بدعم جبهة الإنقاذ الإيرانية للخلاص من النظام القمعي في إيران.

من جهته، أكد الطاهر بو مدرة، الرئيس السابق في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، أن العالم انتبه أخيرا إلى عدالة الشعب المنافس في إيران وهو يتحرك بجبهة واحدة ضد نظام ولاية الفقيه الذي أثبت فشله في إدارة الدولة.

وخرج مؤتمر باريس للمقاومة الإيرانية بثلاثة مطالب، وهي تشكيل جبهة داخلية موحدة من جميع قوى المعارضة الإيرانية لإسقاط نظام طهران ودعم الانتفاضة في الداخل الإيراني وطرد قوات الحرس الثوري من المنطقة والعمل على البديل الديمقراطي لإيران غير نووية ومحبة للسلام.