نصر المجالي: مع الحديث عن إبلاغ الرئيس الأميركي للعاهل الأردني عن صفقة مطروحة للبحث خلال قمته مع بوتين في هلسنكي بشأن سوريا، تجري مشاورات بين عمّان وموسكو على هامش التطورات العسكرية في جنوب غرب سوريا. 

ويتوجه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، غدا الثلاثاء إلى موسكو للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وقال إن المحادثات ستتركز على وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك.

وقال الصفدي: "أتطلع لحديث صريح لبحث كيفية الوصول لوقف إطلاق النار بأسرع وقت".

حملة عسكرية 

وتشن الحكومة السورية المدعومة من روسيا وميليشيات الحرس الثوري الإيراني منذ 19 يونيو الماضي، حملة عسكرية واسعة لاستعادة جنوب غرب سوريا من المعارضين.

وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن إن عدد النازحين في جنوب غرب سوريا نتيجة تصاعد القتال منذ أسبوعين ارتفع إلى 270 ألف شخص، وذلك وفقًا لأحدث أرقام لدى المنظمة الدولية.

ويشار إلى أن الكرملين كان نفى يوم الجمعة الماضي صحة معلومات لقناة (سي إن إن) حول سعي الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال قمة هلسنكي إلى عقد صفقة بشأن سوريا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إننا لا نعرف ما هو أساس هذه المعلومات.

ملف الجنوب

وكانت قناة (سي إن إن) قالت إن الرئيس الأميركي تناول ملف الجنوب السوري، في حوار خاص جمعه مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، في البيت الأبيض، على هامش زيارة الملك لواشنطن.

وتساءل بيسكوف في تصريح نقلته وسائل الإعلام الروسي: "لا أفهم على أي أساس بنيت تقارير "سي إن إن"، إننا لا نعلم شيئا حول الموضوع. هي تقول إن ترمب يستعد لذلك، ونحن لا نعلم ما سيقوم به ترمب".

وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة على الجلسة التي جمعت ترمب بالعاهل الأردني في تصريحات لـCNN أن ترمب أعاد طرح ملف سحب القوات الأميركية من سوريا، وتناولا الملف السوري بشكل معمق، حيث عبّر ترمب عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول ما يسمى بـ"مناطق عازلة" جنوب غرب سوريا، الأمر الذي سيتيح الفرصة لانسحاب أميركي بأقرب فرصة.

استعادة أراضٍ

ووفقا للمصادر، فإن خطة ترمب ستسمح للروس بمساعدة الرئيس السوري، بشار الأسد باستعادة أراضٍ على طول الحدود الجنوبية مع الأردن، حيث تشهد قوات التحالف الدولي معارضة مستمرة من قبل "قوات معادية مجهولة" خلال الأيام القليلة الماضية رغم اتفاق وقف إطلاق النار هناك.

وأشارت المصادر إلى أن ترمب بالمقابل يتوقع من الروس تأسيس منطقة عازلة في الجنوب الغربي لسوريا ومنع القوات الإيرانية من الوصول لها، لافتين إلى أن طرد إيران يمثل صلب خطة ترمب للانسحاب من سوريا.

وألقت المصادر الضوء على أنه وإن وافق الرئيس الروسي على مقترح ترمب إلا أن هناك قلقًا كبيرًا حيال قدرة روسيا على تنفيذ ما يقترحه الرئيس الأميركي، إلى جانب وجود علامات استفهام عديدة حول قضية اللاجئين وبقاء الأسد في السلطة.