فيينا: دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الاربعاء في فيينا الى الحفاظ على الاتفاق النووي الايراني في اطار جولة في أوروبا ألقت عليها ظلالاً قضية الكشف عن مخطط للهجوم على مجموعة ايرانية معارضة في فرنسا.

وتزامن تقريباً مع الزيارة التي قالت طهران انها تكتسي "أهمية قصوى" على صعيد التعاون مع اوروبا بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي، توقيف دبلوماسي إيراني معتمد في فيينا يشتبه بتورطه في التخطيط للاعتداء.

وقبل ساعات فقط على استقبالها روحاني، استدعت فيينا على عجل السفير الايراني لابلاغه بانها ستستحب اعتماد الدبلوماسي الذي أوقف السبت في المانيا.

ولم يتم التطرق الى المسألة في تصريحات روحاني ونظيره النمسوي الكسندر فان دير بيلين الى الصحافيين. وقد شددا على رغبتهما في الحفاظ على الاتفاق الذي تم توقيعه في فيينا عام 2015 من أجل الحؤول دون حيازة ايران للسلاح النووي لقاء رفع العقوبات التي كانت تخنق اقتصادها.

وصرح روحاني "سنظل في الاتفاق طالما ذلك ممكن لايران ولن نتخلى عنه شرط ان نتمكن أيضا من الافادة منه"، مضيفا ان "ايران ستبقى في الاتفاق اذا قدمت الدول الموقعة الاخرى باستثناء الولايات المتحدة ضمانات لمصالحها".

وانسحبت ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب من الاتفاق في مايو الماضي ما اثار مخاوف من تعرض الجهات التي تريد اقامة تبادلات اقتصادية مع طهران لعقوبات أميركية. إلا أن ايران بحاجة الى تحقيق مكاسب اقتصادية من الاتفاق على هيئة استثمارات اجنبية حتى تتمكن من انعاش اقتصادها.

وكان روحاني اجرى محادثات ثنائية في سويسرا قبل وصوله الى النمسا.

وشدد روحاني "نحن بحاجة الى توازن بين واجباتنا وبين فرضية القيود ... ونأمل باتخاذ خطوات حاسمة في ما يتعلق بالتجارة والاقتصاد"، في ما يشكل رسالة مباشرة الى الدول الخمس الاخرى الموقعة على الاتفاق النووي (الصين وفرنسا والمملكة المتحدة ورسيا والمانيا) التي من المفترض ان يعقد وزراء خارجيتها اجتماعا الجمعة في فيينا للمرة الاولى منذ اعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق.

بانتظار الترحيل

يصادف الاشتباه بممثل رسمي للحكومة الايرانية في التخطيط لاعتداء أسوأ وقت بالنسبة الى طهران والجهات الاخرى الموقعة على الاتفاق.

وأصدرت بلجيكا مذكرة توقيف بحق المشتبه به الموقوف في فرنسا في اطار التحقيق حول مخطط للاعتداء على تجمع لمعارضين ايرانيين السبت في شمال باريس، بحسب ما أفاد مصدر قضائي الاربعاء.

وأوقف مرهد أ. (54 عاما) وهو من أصل ايراني قالت السلطات البلجيكية انه "شريك مفترض" السبت في ضاحية فيلبنت بينما كان يُعقد تجمع لحركة مجاهدي خلق. في اليوم نفسه أوقف زوجان في بلجيكا بحوزتهما متفجرات ويشتبه بانهما خططا للاعتداء بينما أوقف دبلوماسي ايراني في المانيا بعد أن كان على اتصال بهما.

ولا يزال مرهد أ. في أيدي القضاء الفرنسي بانتظار القرار حول تسليمه المحتمل الى بلجيكا. ومن المفترض ان يمثل الخميس في جلسة مغلقة أمام النيابة العام لمحكمة الاستئناف في باريس لابلاغه بمذكرة التوقيف الاوروبية. كما سيقرر قاض ما اذا كان سيضعه قيد التوقيف الاحترازي او يطلق سراحه بشروط.

وقال "المجلس الوطني للمقاومة الايرانية" الذي تنضوي ضمنه منظمة مجاهدي خلق الاثنين ان "دبلوماسي نظام الملالي في النمسا أوقف في المانيا (...) ويدعى اسد الله اسدي"، واتهمه بانه "مدبر" محاولة الاعتداء "والمخطط الرئيسي لها".

ويشتبه بانه كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من اصل إيراني أرادا تنفيذ التفجير ضد تجمع لمجاهدي خلق وهي حركة معارضة في المنفى تأسست في 1965 وحظرتها السلطات الايرانية في 1981.

وقد اوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي متفجرات يدوية الصنع، الى جانب "جهاز للتفجير".

وشارك حوالى 25 الف شخص في تجمع حركة مجاهدي الشعب بحضور اثنين من المقربين الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.

ذكر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية النمسوية ان أسدي يشغل منصب المستشار الثالث في سفارة ايران لدى فيينا. 

واكدت طهران التي اثارت القضية استياءها، انها "عملية مزيفة". وأكد الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الايرانية الاربعاء ان الزوجين اللذين أوقفا في بلجيكا ينتميان الى حركة مجاهدي خلق.