نصر المجالي: بينما تحدثت تقارير عن فشل مفاوضات الوساطة التي يرعاها الأردن بين فصائل المعارضة والجانب الروسي، يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، الخميس، لبحث تطورات الأوضاع في محافظة درعا جنوب غربي سوريا، والتي تسببت في نزوح 300 ألف شخص حتى الآن.

وأكدت الناطقة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات في تعليق على فشل المفاوضات بين المعارضة السورية وروسيا بأنه لا حل الا بالعودة لطاولة المفاوضات.

كما شددت الناطقة الأردنية على أنه "لا حل عسكريا في جنوب سورية'، داعية 'جميع الأطراف السعي لإنهاء القتل"، كما دعت المنظمات الاممية للقيام بواجبها تجاه النازحين للتخفيف من أوجاعهم الانسانية.

معارضة معتدلة

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن العسكريين الروس يجرون مفاوضات بشكل يومي مع ممثلي المعارضة المستعدين للتسوية السياسية في جنوب سوريا.

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، بأن العسكريين الروس يجرون مفاوضات يومية مع المعارضة السورية المعتدلة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية، مشيرا الى أن موسكو تعول على نجاح هذه العملية.

وقال فيرشينين للصحفيين: "ممثلونا، العسكريون في المقام الأول يجرون اتصالات يومية مع ممثلي مجموعات المعارضة الذي لا تعتبر مجموعات إرهابية واختارت طريق التسوية، وهذه الاتصالات تجري بشكل يومي، وأنا واثق من أنها ستعطي نتائج".

وقال فيرشينين إن موسكو تعول على أن المفاوضات مع المعارضة المعتدلة في جنوب سوريا ستعطي نتائج إيجابية.

المطالب الروسية

وتتضمن المطالب الروسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة القوات الحكومية على معبر نصيب مع الأردن المجاور.

كما ينص الاتفاق- وفق المصادر ذاتها- على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.

لا قوات غير سورية

وعلى هذا الصعيد، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الاتفاق حول المنطقة الجنوبية لخفض التصعيد يفترض أنه لن تكون هناك قوات غير سورية في المنطقة، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي تساهل مع "النصرة" و"داعش".

وقال الوزير لافروف إن روسيا تدعو الدول الضامنة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية بسوريا إلى الكف عن استخدام الحيل لكي لا تحارب الإرهابيين. وأضاف: "روسيا نفذت التزاماتها بمنطقة خفض التصعيد الجنوبية وتسعى لنفس الشيء من الشركاء".

وعقب محادثاته مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، قال الوزير لافروف إن روسيا والأردن سيواصلان تنفيذ الاتفاقيات حول خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية من سوريا، إضافة إلى مكافحة الإرهابيين، "المسألة التي لا تزال في رأس قائمة الأولويات".

وتشمل المناطق الجنوبية من سوريا محافظة درعا والقنيطرة والسويداء، المتاخمة للحدود مع إسرائيل والأردن. وتدخل ضمن منطقة خفض التصعيد الجنوبية، المشكلة في يوليو من عام 2017، باتفاق بين روسيا والولايات المتحدة والأردن.

فشل

وإلى ذلك، قال متحدث باسم المعارضة السورية المسلحة إن المحادثات بين وفدها والضباط الروس فشلت يوم الأربعاء في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في جنوب سوريا وإعادة سلطة الدولة على ما تبقى من البلدات تحت سيطرة المعارضة.

وفي تصريح لـ(رويترز) قال أبو الشيماء المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية في الجنوب التي تمثل فصائل الجيش السوري الحر الرئيسية التي تتفاوض مع الروس "المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام فشلت بسب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل".

وتقدمت القوات الموالية للحكومة السورية سريعا في أراض تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة درعا خلال الأسبوعين الأخيرين، مدعومة بحملة قصف جوي روسية.

لا اتفاق

وقال إبراهيم الجباوي وهو متحدث آخر باسم المعارضة إن المفاوضات فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجيا كما تطالب المعارضة بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين.

وكان مسلحو المعارضة قد بدأوا جولة أخيرة من المحادثات يوم الأربعاء حيث أعدوا ردا على سلسلة من المطالب التي قدمها ضباط روس وتشمل تسليم الأسلحة الثقيلة وإعادة سلطة الدولة على بلدات في محافظة درعا لا تزال تحت سيطرة المعارضة.

وكانت الجولة الأولى من المحادثات انتهت يوم السبت الماضي بانسحاب وفد المعارضة الذي قال إن الشروط التي سلمها الروس تصل إلى حد الاستسلام المذل. وقالت مصادر رسمية إن الأردن تمكن من إقناع وفد المعارضة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.