أولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية اهتماما بتطور الأوضاع في سوريا على وقع العمليات التي تشنها القوات الحكومية لاستعادة المناطق الجنوبية من قبضة المعارضة المسلحة.

وتقول جريدة الوطن السورية إن الجيش بات يسيطر على 80 بالمئة من ريف درعا الشرقي.

"المتغيرات الإقليمية والدولية"

ويرى على نصر الله في جريدة الثورة السورية أن "انتهاء معركة الجنوب بإعلان مدنه وبلداته نظيفة من الإرهاب والتكفيريين اليوم أو بعد يومين هو تحصيل حاصل وأمر واقع".

ويقول محمد نادر العمري في جريدة الوطن السورية إن "هشاشة اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري والتمهيد لمعركة الشمال والتجاذبات الإقليمية والدولية مهدت بشكل متسارع نحو الحسم بجناحيه العسكري والناعم عبر التسويات، لإيصال رسائل متعددة منها أنه لا خطوط حمراء إقليمية ودولية تمنع استعادة الأراضي السورية".

ويضيف: "على الاحتلال التركي أن يعي الدروس السابقة والمتغيرات الإقليمية والدولية كي لا يصبح إحدى الضحايا للاتفاق الأمريكي الروسي، في حال التوصل إليه نتيجة الحاجة الأمريكية كما هو حال القوات الانفصالية الكردية، فأي اتفاق بين القوى العظمى لن يكون للفاعلين الإقليميين أي دور به سوى تنفيذ هامش من المناورات إن سمح لها بذلك؟"

"الأرض المحروقة"

وفي جريدة العرب القطرية، يحذر ياسر الزعاترة من سياسة "الأرض المحروقة" التي يقول إن النظام السوري يتبعها في درعا.

الأردن وإسرائيل أغلقا الحدود أمام النازحين السوريين من سوريا
Getty Images
الأردن وإسرائيل أغلقا الحدود أمام النازحين السوريين من سوريا

ويقول الكاتب: "اليوم لا تملك درعا القدرة على مواجهة سياسة الأرض المحروقة، لا سيما أن الموقف الأميركي بدا أكثر افتضاحا، ومنح الروس الضوء الأخضر لضرب معاقل الثوار في درعا، وهو أمر سيمر أيضاً على جحافل الشبيحة كأنه لم يكن".

وبالمثل، يقول عبدالرحمن جعفر الكناني في الشروق الجزائرية: "تأبى روسيا، حاضنة النظام السوري، دفاعا عن آخر قواعد نفوذها في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، أن تلجأ إلى خيار آخر غير خطة 'الأرض المحروقة' في استعادة مواقع تتحكم فيها المعارضة المسلحة".

ويشير الكاتب إلى "الكارثة الإنسانية" في درعا إذ نزح منها 120 ألفا "لم يجدوا من يستقبلهم بما يحملونه من مأساة".

ويصف موجة نزوح السوريين من المناطق الجنوبية بأنها "كارثة إنسانية لن يتحمَّل مأساتها غير النظام السوري، الذي بسط أرض سوريا الشهباء، لقوى كبيرة ومشاريع إقليمية تدميرية، وطرد شعبه إلى غياهب المجهول!"

الموقف الأردني

على الجانب الأردني، علق كُتّاب على الأحداث الجارية في الجنوب السوري على خلفية الموقف الرسمي الأردني الرافض لاستقبال لاجئين جدد، إذ تتخوف عمَّان من موجة نزوح لا يستطيع تحمّل تبعاتها.

لاجئون من درعا
Getty Images
مجلس الأمن يعقد اجتماعا الخميس بدعوة السويد والكويت لبحث الوضع الإنساني المتدهور في درعا

ويقول محمد رحيل غرايبة في جريدة الدستور الأردنية: "المواقف الأردنية الرسمية والشعبية وموقف المؤسسة العسكرية الأردنية إزاء محنة السوريين، وخاصة في فصولها الأخيرة في درعا؛ تستحق التقدير والتثمين، لأنها تنبعث في أغلبها من التفكير في كيفية حماية الشعب السوري، وفي تأمين الإغاثة الممكنة للمنكوبين والمشردين، وحماية الأطفال والمرضى والشيوخ والنساء؛ الذين دفعوا لوحدهم ثمن الصراع الداخلي على السلطة، وثمن الصراع الإقليمي على المصالح، وثمن الصراع الدولي والتنافس المحموم بينها على توسيع دائرة نفوذها في رسم الخارطة الجديدة للمنطقة ومن أجل الاستحواذ على الحصة الكبرى من اجل إعادة التشكيل تحت عنوان التسوية الكبرى".

وفي صحيفة الغد الأردنية، يقول سائد كراجة: "النظام السوري بالرعاية الروسية هو أيضاً أكثر الخيارات قبولاً للأردن، فالتعامل مع دولة ونقاط حدود رسمية سيمنع الهجرة الجماعية للحدود الأردنية".

ويضيف: "لكن المعضلة الأهم للأردن هي منع هجرة أفراد الميليشيات المسلحة وعناصر داعش الذين سيرحب النظام السوري بخروجهم من سوريا بل سيسهل عليهم ذلك الخروج".

-------------------------------

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.