في حديثه الخاص لـ "إيلاف" تطرّق وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية معين المرعبي إلى شؤون النازحين السوريين في لبنان وإلى إمكانية عودتهم الطوعية إلى بلادهم.

بيروت: تحدثت إيلاف إلى وزير الدولة لشؤون النازحين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية معين المرعبي حول القرارات الأخيرة بضرورة إخلاء السوريين لبعض المخيمات، وعن كيفية العمل جديًا لعودة النازحين، فضلاً عن هاجس توطين النازحين السوريين في لبنان.

وفي ما يلي نص الحوار معه:

*تصدر بعض القرارات بضرورة إخلاء السوريين لمخيمات في بلدة عرسال، هل يعني ذلك عودة غير طوعية للسوريين الى بلادهم؟

-هذه القرارات هي نتيجة أوضاع أمنية محددة، منذ نحو 4 أشهر، وهذه مذكرة لم تطبق، وبمجرد ما علم بها وزير الداخلية تواصل بسرعة مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واتفقا على تجميدها، وكان قرارًا حكيمًا من وزير الداخلية.

لأن هناك مشكلة إجتماعية وانسانية في هذا الموضوع، ولا يمكن التعاطي بالموضوع إلا مع أخذ الظروف المحيطة به، ووزير الداخلية تعاطى بالموضوع بما يليق بالدولة اللبنانية، وبوزارة الداخلية وبما يحفظ كرامة السوريين.

*اعتبر البعض ان مثل تلك القرارت كانت ستؤدي إلى تشريد النازحين السوريين؟

-لم يُترك النازحون السوريون لمصيرهم أبدًا في لبنان، وهذا الكلام غير دقيق، لأن لبنان يحتضن أكثر من مليون نازح سوري، وتمت استضافتهم في منازل اللبنانيين.

فالمفوضية العليا ووزارة الشؤون الإجتماعية والمنظمات الانسانية المحلية والدولية تقوم بواجباتها على افضل وجه، رغم قلة المساعدات.

وقد تمت بعض الإخلاءات لمخيمات لأسباب أمنية، وتم تأمين البديل لتلك المخيمات.

عودة النازحين

*كيف يمكن العمل جديًا على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم؟

-معالجة أسباب النزوح تبقى الأساس، وإذا لا زالت الأسباب موجودة فالأمر لا يشجع على عودتهم، ولبنان عليه مسؤولية في مكان ما معنوية مع وجود حزب لبناني يعمل للخارج من خلال احتلال أراض سورية وتهجير السوريين.

ومسؤوليتنا كدولة لبنانية أن نضبط هذا الحزب من خلال انسحابه من سوريا.

*هل يرغب السوري اللاجىء في لبنان فعليًا مغادرة لبنان؟

- لدى معظم السوريين رغبة جامحة في العودة إلى بلادهم، فمثلا أهالي القصير حيث حزب الله متواجدًا هناك، أرادوا العودة إلى بلدهم، وفي حال عدم تأمين عودتهم إلى القصير ذكرت المذكرة المتعلقة بالموضوع، أن الأهالي مستعدون الذهاب الى بلدة جرابلس وتم التواصل مع الطرف التركي الذي رفض الموضوع لأن الأمر يشكل قطعًا لجذور النازحين السوريين عن القصير، وهنا نرى ضرورة توفير الأمن والأمان وعدم قيام النظام السوري بتهجير شعبه، حينها قد يعود النازحون الى سوريا وليس بالضرورة الى بلدتهم بل إلى أي بلدة تؤمن لهم الأمان والسلام. 

النظام السوري

*تحدثت بعض المعلومات أن النظام السوري لا يرغب بعودة النازحين السوريين إلى سوريا، كيف العمل على عودتهم في ظل هذا الأمر؟

-هذا الموضوع يحتاج إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والضامنين للأمن للشعب السوري، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين وضمان الأمان لهم للعودة إلى بلادهم.

*كيف يمكن تأمين البيئة الآمنة لهم إذا عادوا إلى سوريا؟

- الإرتكابات التي حصلت ضد الشعب السوري لا ذنب للسوريين فيها، نتيجة القصف تهجروا، وهم مدنيون لا يملكون السلاح، ولبنانيًا علينا أن نسجل أسماءهم في لبنان، وقد وقف وزير الخارجية جبران باسيل ضد هذا الموضوع.

توثيق كل الأمور من أجل عودة السوريين إلى بلادهم يجب أن يتم، ونتأكد من وجودها.

*مع من يجب أن يتعاون لبنان لعودة النازجين إلى بلادهم؟

-لبنان تعاون مع المفوضية العليا للاجئين السوريين والأمن العام، وهناك تعاون وثيق بينهما، وهناك 50 ألف طفل غير مسجلين ولدوا في لبنان، وكانوا سيتحولون إلى مكتومي قيد، لكن بعد اقناع باسيل تم تسجيلهم، وكل هذه الوثائق مع الجهود التي تبذلها المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة إن كان من خلال المساعدات في لبنان، أو من خلال النظام السوري، كلها تساعد على عودة النازحين إلى بلادهم.
فلا أحد بمقدرته إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بسحر ساحر أو عشوائيًا.

ضغط إقتصادي

*أي ضعط إقتصادي وإجتماعي يفرضه وجود النازحين السوريين في لبنان؟

-الضغط الذي يفرضه وجود النازحين على لبنان يكمن في البنى التحتية، حيث النازحون موجودون في مناطق الأطراف أي البقاع وعرسال وغيرها. ولا بنى تحتية جيدة في هذه المناطق، وأعداد السوريين ضاهت أعداد السكان الأصليين، من دون وجود بنى تحتية جيدة من مياه وصرف صحي، وشبكات الكهرباء لا تتحمل، والمدارس والمستشفيات الحكومية تكاد لا تكفي المواطنين.

*ماذا عن العامل السوري كيف يؤثر سلبًا على العامل اللبناني؟

- لبنان بحاجة اليوم إلى ما لا يقل عن 300 الف عامل سوري في القطاع الزراعي والإنماء والاعمال، هناك قانون يمنع أي أجنبي أن يتعاطى أعمالاً محددة، مع وجود بعض التجاوزات البسيطة، من هنا دور البلديات في منع ذلك، ويجب الا ننسى المنظمات اللبنانية يعمل فيها ما لا يقل عن 12 الف لبناني، موظفون بشكل كامل، والمساعدات التي تأتي وتحدد بمليوني دولار سنويًا هي تضخ في الإقتصاد اللبناني.

التوطين

*أي دور للدول الغربية في العمل على توطين هؤلاء النازحين السوريين في لبنان؟

-هناك أكثر من 200 الف سوري خرجوا من لبنان، وليس هناك مصلحة للدول الغربية أن توطن اللاجئين السوريين في لبنان.

*لماذا لا مصلحة للدول الغربية من توطين السوريين في لبنان؟

-لأن أرض لبنان صغيرة جدًا، والدستور اللبناني لا يسمح بالتوطين، وهذا ما شهدناه مع الفلسطينيين حيث لم يتم توطينهم في السابق، فضلاً عن المشاكل الديموغرافية التي يحدثها التوطين.