لندن: نفذت قوات النظام السوري وحليفتها روسيا مئات الضربات الجوية على بلدات في محافظة درعا في جنوب سوريا، في تصعيد "غير مسبوق" منذ بدء الهجوم على المنطقة، وذلك بعد انهيار المفاوضات التي يجريها ممثلو الفصائل المعارضة مع روسيا.

وأكدت مصادر "إيلاف" أن المعارضة رفضت تسليم أسلحتها الثقيلة رغم التهديدات من الجانب الروسي، واقترحت تسليمها تدريجيا الا أن موسكو رفضت، وهو ما أدى، كسبب رئيسي، لفشل المفاوضات، فيما اعتبرت مصادر متطابقة أنه ليس من خيارات للمعارضة المسلحة سوى المقاومة لتحسين شروط المفاوضات.

وقال رئيس شبكة بلدي الإعلامية لـ "إيلاف"، ثابت عبارة، "إنه بعد التخلي الدولي عن الفصائل العسكرية في جنوب سوريا، إضافة للهجمة الشرسة من قبل النظام وإيران بدعم جوي روسي، والحالة المأساوية للمدنيين، تعمل فصائل الجنوب على تحسين شروط التفاوض مع روسيا التي بدورها تستخدم أسلوب القوة العسكرية المفرطة لتقديم الدعم لقوات النظام والميليشيات الإيرانية دون مراعاة القانون الدولي الإنساني". 

وأشار الى أن "المعارضة حاليا في جنوب سوريا في وضع لا تُحسد عليه، وأمامها العديد من التجارب على مدار العامين الماضيين في حلب وريف حماة وحلب وإدلب، إضافة إلى ريف حمص، فريف دمشق والغوطة الشرقية، والتي انتهت فيها المواجهة العسكرية الشاملة لصالح النظام وإيران وروسيا على الأرض، وأبرمت في نهاية المطاف اتفاقيات لتهجير المقاتلين والمدنيين الرافضين لبقاء النظام إلى الشمال السوري".

ونتيجة للمعطيات آنفة الذكر في خيار المواجهة العسكرية الشاملة ضد النظام وإيران وروسيا، أكد عبارة "أن النتيجة تبدو واضحة، من خسائر جسيمة للمدنيين وتفريغ المناطق من أهلها لصالح إيران وميليشياتها، خاصة بعد تخلي الداعم الرئيسي (واشنطن) عن المعارضة في درعا والقنيطرة لصالح روسيا والنظام". 

لذلك لدى فصائل المعارضة، بحسب عبارة، "خيار المواجهة الموقتة لتحسين شروط التفاوض، بغية الوصول إلى إدارة ذاتية للمنطقة دون سحب السلاح بشكل كامل، ودون أي اتفاق لتهجير المدنيين ومقاتلي الجيش الحر".

ولفت الى أن ما يدعم خيار المواجهة الموقتة لفصائل المعارضة هو "التحركات الدولية التي بدأت الثلاثاء وأمس، حيث يمكن للفصائل العسكرية أن تفاوض على البقاء في جنوب سوريا مستفيدة من الرغبة الأميركية الأردنية الإسرائيلية بعدم وجود الميليشيات الإيرانية، ويمكن من خلالها بقاء الأمور كما كانت عليه قبل الحملة".

وأضاف عبارة "أما الخيار الثاني للمعارضة في حال كانت التحركات الدولية غير جدية هو المواجهة العسكرية لتحسين شروط التفاوض مع روسيا، ومن ثم التوقيع على اتفاق تكون فيه الميليشيات الإيرانية خارج المنطقة، باعتبار مشروع إيران يلاقي معارضة شديدة من قبل كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري، وإدارة المنطقة ذاتيًا من أبنائها بضمانة روسية".