تناولت الصحف البريطانية عددا من القضايا من أبرزها، عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى ديارهم وتشديد الإجراءات الأوروبية للسيطرة على الهجرة، وفوائد أدوية ضغط الدم التي قد تمنع الإصابة بالخرف.

ونبدأ من صحيفة "الفايننشيال تايمز" التي نشرت تقريراً لربيكا كولارد بعنوان "السوريون يفرون إلى المجهول في بلادهم هربا من معاناتهم في لبنان".

وقالت كاتبة التقرير إن اللاجئين السوريين يسجلون أسماءهم للعودة إلى بلادهم، إلا أن العديد من النقاد يقولون إن "تردي الأوضاع المعيشية في لبنان يجبرهم على الرحيل".

وتنقل الكاتبة عن سامية شقعا قولها إنها عمدت إلى حزم أغراضها الأسبوع الماضي من الغرفة الخرسانية التي عاشت فيها مع زوجها لمدة 4 سنوات، بغرض العودة إلى بلدها سوريا.

وأكدت سامية إبان مغادرتها عرسال "ألا حياة في لبنان"، مشيرة إلى أن "الغرفة التي كانت تقطن فيها كانت باردة جداً في الشتاء، وحارة جداً صيفاً، كما أن هناك تقنيناً لاستخدام الكهرباء، موضحة أنها متوفرة 12 ساعة يومياً فقط.

وأشارت إلى أن زوجها لم يكن يسمح له بالعمل وقد استهلكوا جميع مدخراتهم فضلاً عن قلة المعونات الممنوحة من المنظمات الدولية الإنسانية والأمم المتحدة، موضحة لكاتبة التقرير أنها كانت تعيش في السابق في منزل فخم يضم العديد من الغرف فضلاً عن حديقة فسيحة في جراجير بسوريا.

وأكدت سامية أنها بادرت إلى تسجيل اسمها في برنامج لبناني لنقل اللاجئين السوريين إلى ديارهم، مشيرة إلى أن القائمة تضم حتى الآن نحو 3 الآف شخص في عرسال، مشيرة إلى أن 300 سوري استطاعوا العودة بفضل هذا البرنامج إلى سوريا الأسبوع الماضي.

وسلطت الكاتبة الضوء على الأوضاع المعيشية في منطقة عرسال التي كانت تقطن فيها سامية وزوجها، فتقول إنه "قبل بدء الحرب في سوريا، كان عدد السكان في البلدة نحو 40 ألف نسمة، إلا أن أنه يوجد اليوم نحو 60 ألف سوري فيها وفي مخيمات غير رسمية".

وفي مقابلة أجرتها الكاتبة مع ريما كرنبي، نائب رئيس بلدية عرسال، أكدت فيها الأخيرة على "تنامي الضغوط على البلدة ومواردها جراء تدفق اللاجئين السوريين اليها"، مشيرة إلى نشوء الكثير من الصدامات بين السكان المحليين واللاجئين السوريين.

وأكدت كرنبي أنه " يتطلب على السوريين في لبنان الراغبين بالعودة إلى موطنهم التسجيل في البرنامج اللبناني، وعليهم الحصول على موافقة من دمشق التي تضمن لهم عدم توجيه أي تهمة قانونية لهم أو الاعتقلال فور عودتهم لبلادهم".

نجحت فرق الإنقاذ التابعة لخفر السواحل الإيطالية في إنقاذ الآلاف من اللاجئين في مياه المتوسط في يوم واحد فقط
AFP

أوروبا والهجرة

ونشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالاً لنيك تيموثي يطالب فيه الدول الأوروبية بتشديد إجراءاتها للسيطرة على الهجرة.

ويسلط كاتب المقال الضوء على أزمة المهاجرين التي بدأت في عام 2015 حيث استطاع 1.8 مليون مهاجر الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، مضيفاً أنه وصل إلى الشواطئ الإيطالية أكثر من 471 ألف مهاجر، كما تلقت ألمانيا نحو 1.1 طلب لجوء في هذا العام.

وأضاف أن "من يظن بأن الأزمة قد تراجعت يكون مخطئاً للغاية"، مشيراً إلى "أنه بالرغم من تراجع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الأوروبية هذا العام عن السنوات الماضية، إلا أن الأمر ما يزال مقلقاً".

وأردف أنه وصل الأسبوع الماضي أكثر من 500 مهاجر إلى اليونان، كما وصل نحو 900 إلى إيطاليا إضافة إلى وصول 1200 مهاجر إلى إسبانيا، موضحاً أن على السلطات تأمين مسكن لهم ورعاية صحية، والعمل على دمجهم مع المجتمعات المحلية.

وأشار إلى أنه "بحلول عام 2020 فإن الحكومة الألمانية تكون قد أنفقت ما يقارب 74 مليار يورو على التكاليف المحلية للأزمة".

وختم بالقول إن "الوقت كفيل بأن يثبت لنا إن كان القادة في أوروبا صارمين بما فيه الكفاية لحل أزمة المهاجرين".

أدوية ضغط الدم والخرف
Science Photo Library

علاج مرض الخرف

وإلى صحيفة التايمز التي نشرت مقالاً لتوم ويبيل بعنوان "أدوية ضغط الدم قد تمنع الإصابة بالخرف".

وخلصت دراسة طبية حديثة إلى أن "استخدام الأدوية التي تعالج أمراض ضغط الدم قد يوقف الخلل في الأوعية الدموية الذي يؤدي بدوره للإصابة بالخرف"، حسبما تقول الصحيفة.

وأضاف صاحب المقال قائلا إن "الدراسة أجريت على فئران، وعكف الباحثون خلالها على دراسة الطرق التي يمكنهم إجراء فيها تعديلات على التغييرات أو الأضرار التي تطرأ على الأوعية الدموية في الدماغ التي تؤدي بدورها إلى الإصابة بمرض الأوعية الدموية الصغيرة وبالتالي إلى الخرف الوعائي أو خرف الأوعية الدموية".

ويعد الخرف الوعائي ثاني أشهر نوع من الخرف بعد مرض الزهايمر الذي يصيب نحو 40 في المئة من المرضى.

وأردف أن هذا المرض يصاب به المرء عندما تضيق الأوعية الدموية الدماغية وتسبب تلفاً للدماغ وخاصة للطبقة البيضاء التي تحمي الخلايا العصبية.

وقالت آنا وليامز من جامعة إدنبره إن "هذا النوع من الخرف يمكن معالجته بطريقة أسهل من مرض الزهايمر الذي بالرغم من المليارات الأموال التي رصدت للأبحاث المتعلقة فيه، إلا أن هذ المرض يعتبر غير قابل للشفاء".