وجهت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي تحذيرا استثنائيا لوزراء حكومتها المعارضين لخطة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ماي بأن هناك عدد من الوزراء الموهوبين الجاهزين لتولي مهمات من يعتزمون الاستقالة احتجاجا على خطتها المستقبلية. 
وترأست تيريزا ماي، اليوم الجمعة، اجتماع قمة لأركان حكومتها في مقر إقامتها الصيفي في (تشيكرز) لتوضيح موقفها حول العلاقة المستقبلية التي تريد إقامتها مع الاتحاد الأوروبي ولمحاولة تجاوز الإنقسامات العميقة التي يثيرها (بريكست) بين وزرائها.
وعقد المحادثات في المقر الصيفي الرئيسي لرئيسة الحكومة تحت سرية كبيرة ، حيث تم مصادرة هواتف الوزراء وحتى الساعات الذكية.
كما تم منع المستشارين الخاصين من الحضور في محاولة لضمان عدم حدوث تسريبات. ومع ذلك، كان عدد من موظفي الخدمة المدنية في متناول اليد لإعادة صياغة الوثيقة التي تجري مناقشتها.

مواجهة 

وزراء ماي في طريقهم للاجتماع

وقالت ماي خلال القمة الوزارية مستعدة لمواجهة الوزراء المتشككين من خطط الخروج واستبدالهم بـ "جيل جديد"، وذلك لمواجهة اخطار انهيار خطط الخروج.
وحذرت رئيسة الوزراء من أن الوزراء الذين يستقيلون سوف يجردون على الفور من سيارتهم الرسمية - وسييجبرون على الاتصال بسيارة أجرة أو السير لمسافة أميال إلى أقرب محطة قطار ينقلهم إلى لندن.
وقالت تقارير إن التوتر كان سيد الموقف في اجتماع تشيكرز على بعد نحو 65 كيلومترا من قلب العاصمة، بين مؤيدي إقامة علاقة تجارية وثيقة مع التكتل الأوروبي ومؤيدي انفصال بدون تنازل، وذلك تحت سلطة بروكسل التي تطالب بموقف واضح للمملكة المتحدة قبل أقل من تسعة أشهر على موعد بريكست. 

تصادم

وجاء التصادم بين أعضاء الحكومة هذه المرة في الوقت الذي أعلنت فيه ماي عن خطة لتطبيق خطة التجارة "الطريق الثالث" التي اقترحتها، على الرغم من الهجوم الشرس من أكثر من ستة وزراء كبار بقيادة بوريس جونسون على الخطة. 
وقالت معلومات إن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون تدخل لدعم ماي من خلال حثّ جونسون على عدم الاستقالة في اجتماع بينهما دار الحديث فيها وديا من القلب إلى القلب.
وقالت مصادر صحفية بريطانية في تعليق على اجتماع (تشيكرز) إن ماي تريد تماشيا مع القواعد الأوروبية في ما يتعلق بتجارة السلع ومنها تلك المتعلقة بالصناعات الزراعية. 

التزامات مع أوروبا

وبموجب الوثيقة سوف تلتزم بريطانيا مع قوانين الاتحاد الأوروبي، وإطاعة القضاة الأوروبيين، والتخلي بشكل فعال عن صفقة تجارية شاملة مع الولايات المتحدة في مرحلة ما بعد بريكست.
لكن المشككين في الاتحاد الأوروبي يرفضون هذه الفرضية اذ يرون فيها ابتعادا عن تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهم يطالبون بضرورة استعادة بريطانيا السيطرة على قوانيننا وإنهاء الولاية القضائية للمحكمة الأوروبية في المملكة المتحدة، ووضع كل السلطة بشكل واضح بيد البرلمان.

فوائد بريكست

 

المقر الصيفي لرئيسة الحكومة (تشيكرز)

وعلق النائب المحافظ أوين باترسون "اذا كان ذلك صحيحا فانه سيحرم الاقتصاد البريطاني من كل فوائد بريكست" مضيفا "سنكون خارج أوروبا ومع ذلك تحت إدارتها".
وامام الانتقادات المتتالية، أكدت الحكومة البريطانية ان "من الخطأ تماما التلميح بان (البريطانيين لن يكونوا قادرين) على توقيع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة". ونفت مصدر في 10 داونينغ ستريت بشدة ما يقال إن من شأن (الطريق منع اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
وقالت رئيسة الوزراء يوم الخميس إنها تريد التوصل إلى اتفاق "يسمح لنا بتسليم منافع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - السيطرة على حدودنا وقوانيننا وأموالنا والتوقيع على صفقات تجارية طموحة جديدة مع دول مثل الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا".

حساسية إيرلندا

وإلى ذلك، فإنه قلب الانقسامات في حكومة تيريزا ماي، هناك المسالة الايرلندية التي تثير حساسية خاصة اذ يمكن ان يؤدي بريكست الى العودة الى حدود بين الشمال التابع للمملكة المتحدة والجنوب العضو في الاتحاد الأوروبي.
ومن المفترض ان يدافع مؤيدو الخروج خلال اجتماع الحكومة في تشيكرز عن حل "التسهيل الاقصى" الذي يقوم على فرض مراقبة جمركية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لكنه يشمل حلولا تقنية من اجل ابقاء سهولة التبادلات.
وتقول تقارير قريبة من اجتماع تشيكرز إنه من شبه المؤكد أن تحرز السيدة ماي أكثرية من بين 29 وزيرا للوقوف خلفها إذا ما دفعت الخطة المكونة من 120 صفحة إلى التصويت "لكن كتلة من الوزراء المستقيلين قد تضر حكومتها" ولو في المستقبل.