فيما تم الإعلان في بغداد عن بدء عملية اعادة عد أصوات الناخبين يدويا في محافظة السليمانية العراقية الشمالية، فقد تم نقل صناديق الانتخابات في ست محافظات جنوبية الى العاصمة تمهيدًا لاعادة عد اصواتها يدويا، اثر عمليات اختراق وتزوير شهدتها الانتخابات الاخيرة.

واعلنت المفوضية العراقية العليا للانتخابات عن نقل صناديق الاقتراع لست محافظات جنوبية هي البصرة وميسان وذي قار والمثنى والقادسية وواسط الى معرض بغداد الدولي وسط العاصمة تمهيدًا لاجراء عمليات العد والفرز اليدوي للمراكــز والمحطات الانتخابية الواردة بشأنها شكاوى وطعون للمراكز والمحطات الانتخابية لهذه المحافظات.

وقال الناطق الرسمي للمفوضية القاضي ليث جبر حمزة في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد، إن الصناديق ستدقق وفق السياقات القانونية التي رسمتها القوانين والانظمة النافذة الخاصة بالانتخابات، اضافة الى الاجراءات التي وردت في قرار المحكمة الاتحادية العليا بهذا الخصوص، وبشكل تراتبي للمحافظات وحسب المواعيد التي تحددها المفوضية لكل محافظة، اعتبارًا من غد الاثنين التاسع من الشهر الحالي.

وأشار إلى انه قد تمت الاستعانة بموظفين من مكتبي المفوضية في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد، وموظفي رئاستي محكمتي الاستئناف فيهما، للقيام بإجراء عملية العد والفرز اليدوي وبإشراف مباشر من قبل مجلس المفوضين وكذلك ممثلي الامم المتحدة والمراقبين الدوليين وممثلي سفارات دول العالم والاحزاب السياسية ووسائل الاعلام كافة.

بدء اعادة عد الأصوات بمحافظة السليمانية الثلاثاء

كما أعلنت مفوضية الإنتخابات فرع محافظة السليمانية الشمالية أن عمليات الفرز والعد اليدوي لأصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة ستنطلق الثلاثاء المقبل في السليمانية.
وقالت المفوضية في بيان إنه من المقرر أن تبدأ عمليات الفرز والعد اليدوي في السليمانية يوم الثلاثاء إلا أن هذه العمليات ستشمل فقط الصناديق التي توجد شكاوى حولها.

لكن الاطراف الكردية الاربعة المعترضة على نتائج الانتخابات في المحافظة، وهي حركة التغيير وتحالف الديمقراطية والإتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية الكردستانية قد طالبت بإجراء الفرز والعد اليدوي لجميع أصوات محافظة السليمانية، معتبرة أن قرار المحكمة الاتحادية العليا بإعادة عدًّ اصوات بعض الصناديق وليس كلها انتهاك صارخ للقوانين. 

ظهور تزوير في انتخابات كركوك وعلاوي يحذر

وكان مجلس مفوضي مفوضية الانتخابات قد اعلن الجمعة الماضي عن انجازه لعملية فرز وعد اصوات الناخبين يدويا في محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها بعد اربعة ايام من بدئها، واكد "وجود اطمئنان كامل من قبل ممثلي الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني حيث كانوا داعمين لنا بشكل كبير جدا في انجاز العملية، حيث ان اي ممثل للكيانات المذكورة لم يتدخل في عملية الفرز والعد بل كانوا حريصين على ان تجري العملية بأمانة وحيادية واخلاص تام وكانوا الداعم الاكبر في تحقيق ذلك ".. موضحًا ان عملية العد والفرز جرت بإشراف مباشر من قبل ممثلي الامم المتحدة".

وقد شملت عملية عد الاصوات يدويًا في كركوك، والتي بدأت الثلاثاء الماضي، 500 صندوق انتخابي، حيث كان التركمان قدموا إعتراضاً على ألف صندوق انتخابي. 

واثر ذلك، اعتبر زعيم ائتلاف الوطنية نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي ان نسبة التزوير التي أظهرتها عمليات العد اليدوي في بعض مراكز الاقتراع بكركوك اكدت بما لا يقبل الشك ان الانتخابات الاخيرة كانت مهزلةً كبرى وجريمة بحق الشعب العراقي لا يمكن السكوت عنها.

واضاف في بيان صحفي تسلمت نصه "إيلاف" ان نسبة التزوير التي تمخضت عنها نتائج العد والفرز اليدوي في كركوك وصلت في بعض المراكز الى خمسين بالمئة. وشدد على ضرورة التزام القضاة بالتعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب الذي ينص على اعادة العد والفرز يدوياً لجميع الصناديق في محافظات العراق وبلا استثناء احترامًا لارادة الشعب العراقي في اختيار من يمثله.

وحذر علاوي من ان مخالفة ما جاء في القانون اعلاه سيُفقد العملية السياسية ما تبقى من مصداقية لدى العراقيين ولدى المجتمع الدولي، وهو ما يوجب اعادة الانتخابات برمتها، على الرغم من محاولات بعض الجهات والدول التغطية على جريمة التزوير والمضي بتشكيل برلمان وحكومة غير نزيهين، اساسهما الغش.
ومن المنتظر ان تبدأ الاسبوع المقبل ايضا عمليات عد الاصوات يدويا في محافظات غربية وشمالية ايضا هي السليمانية وأربيل ودهوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار في وقت دخلت البلاد فراغاً تشريعيا للمرة الأولى منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 مع انتهاء الدورة الثالثة للبرلمان في 30 من الشهر الماضي.