بيروت: بدأت السلطات التايلاندية اليوم الاحد عملية انقاذ الـ12 طفلا ومدبرهم العالقين منذ حوالي الاسبوعين، في كهف جبلي غمرته المياه ضمن منطقة تشيانغ راي شمالي تايلند، ضمن عملية إجلاء محفوفة بالمخاطر.

وقررت السلطات التحرك بسبب انخفاض منسوب المياه داخل الكهف، بعد محاولات لضخ ملايين اللترات إلى خارجه، في حين من المتوقع أن ويستغرق الأمر خمس ساعات ليصل رجال الإنقاذ إلى الأولاد، وست ساعات لإخراجهم، ضمن ساعة للاستراحة.

فريق الانقاذ
وتحركت مجوعة من القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية، مؤلفة من 18 غواص، للبدء بهذه المهمة عند الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (03:00 بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع ان يستغرق خروج اول طفل من الكهف ساعات طويلة، في حين ان عملية الانقاذ هي رهن للطقس، وسط توقعات بان تستغرق أربعة أيام، وذلك بحسب المشرف على العملية.

من جهته قائد مهمة الإنقاذ ، في تصريح لصحافيين "اليوم هو ساعة الصفر".، واكد لفريق الإنقاذ على ان الاطفال " يصرون على أنهم مستعدون للخروج"، "لقد تم إخطار عوائلهم بالفعل".

ظروف مناسبة
وفي وقت سابق اكد حاكم المنطقة التي يقع فيها الكهف، نارونغاسك أوسوتانكورن، إن الظروف "الآن وخلال الأيام الأربعة المقبلة، مواتية بدرجة ممتازة (لإجلاء الأطفال) من حيث منسوب المياه وحالة الطقس وحالة الأطفال الصحية"، مشددا "علينا اتخاذ قرار واضح بشأن ما يمكننا القيام به الآن".

واشار إلى عامل الوقت قبل هطول الأمطار الموسمية، التي ستؤدي إلى امتلاء ممرات الكهف الضيقة بالمياه، و بعد تصريحات حاكم المنطقة هطلت أمطار غزيرة لفترة قصيرة، مساء السبت.

حال الاطفال
ووصف نارونغاسك وضع الأطفال حاليا، مشيرا إلى أنهم يجلسون على رف صخري جاف، وسط تخوف من تقليص تلك المساحة إلى "أقل من 10 أمتار مربعة"، في حال هطلت الامطار.

ورأى متابعون، أن اقامة الاطفال في الكهف قد تستمر لشهور، حتى يتعلموا الغوص أو لانتظار انخفاض منسوب المياه.

من جهته قال نارونغاسك السبت، إن الأطفال لا يملكون مهارات الغوص حتى يتمكنوا من العبور الممرات المائية بسلام.

رسائل الاطفال
بدورها تمكنت البحرية التايلاندية من الوصول الى الاطفال، ونقل رسائل كتبوها إلى أسرهم لطمأنتهم، إضافة إلى رسالة اعتذار للأهالي من مدرب كرة القدم العالق مع الاطفال في الكهف.

خطورة العملية 
وقتل غواص سابق في البحرية التايلاندية بعدما تمكن من وضع أسطوانات الأوكسجين على طريق محتمل للخروج الاطفال من الكهف الجمعة، مما يشير إلى خطورة العملية.

وتم تركيب خطا أوكسجين لتقليص نسبة ثاني أكسيد الكربون الناجم عن تنفس الاطفال في المساحة الضيقة من الكهف.، ما تم حفر آبار ثقبية في الصخور لتصريف المياه إلى الخارج.

اهتمام دولي
وحظي الحدث باهتمام دولي حيث قدمت أستراليا وبريطانيا والصين واليابان والولايات المتحدة المساعدة في عملية انقاذ الاطفال.

كما حصل الاطفال على دعوة لحضور نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم في موسكو، من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، في حال تم إنقاذهم قبل موعد المباراة النهائية.


تجدر الاشارة إلى ان الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاما، ضمن فريق لكرة القدم يدعى "وايلد بورز"، كانوا يستكشفون معالم الكهف عندما علقوا ومدربهم بسبب ارتفاع منسوب المياه في الكهف.

كان فريق إنقاذ بريطاني، عثر على الأطفال الاثنين الفائت، على بعد 4 كيلومترات من مخرج الكهف، بعد عشرة أيام من اختفائهم.

ويواصل غواصو الإغاثة منذ ذلك الحين إرسال الغذاء وأسطوانات الأوكسجين والمساعدات الطبية، بينما يعمل فريق دولي ضخم على وضع خطة لتحريرهم.