تتواصل جهود إنقاذ ال 12 صبيا ومدربهم البالغ من العمر 25 عاما المحاصرين في كهف عميق مغمور بالمياه في شمال تايلاند، بحسب ما أعلنته السلطات المحلية اليوم الأحد.

وعلَّق على ذلك نارونغساك أوسوتثاناكورن، حاكم شيانج راي، بقوله "نحن على أهبة الاستعداد اليوم. واليوم هو اليوم الحاسم الذي تم اختياره لإتمام عملية الإنقاذ. وقد تم إخطار أسر الصبية بكل تفاصيل الخطة، وأعلنوا في نفس الوقت عن دعمهم لجهود الإنقاذ".

وتتضاءل فرص إخراج الصبية ومدربهم أمام فريق الإنقاذ، لاسيما بعد هطول أمطار غزيرة بعد وقت قصير من بدء عملية الإنقاذ ظهر اليوم، وسط توقعات بهطول مزيد من الأمطار الموسمية الأيام القادمة، ومن ثم إغلاق الكهف تماماً حتى أكتوبر المقبل. 

وعاود أوسوتثاناكورن ليقول "نواجه عقبتين: المياه والزمن. وهذان هما الأمرين الذين نسابقهما منذ اليوم الأول. ويجب علينا القيام بكل ما في وسعنا، رغم الصعوبة التي نواجهها لمواجهة قوة الطبيعة. وكل ما نحتاجه هو العمل في توقيت مناسب، تساعدنا فيه كل الظروف على إتمام المهمة، ونحن الآن بانتظار تلك اللحظة المناسبة".

ويقول المتطوعون الذين يشاركون في محاولة الإنقاذ إنها عبارة عن سيناريو "إما أن يتم الآن أو لن يتم على الإطلاق"، علما بأن الصبية ومدربهم يقبعون في غرفة تقع على بعد 4 كيلو متر داخل الكهف، تحيطهم مياه فيضانات ولديهم كمية محدودة من الأكسجين.
وتحدث أوسوتثاناكورن عن حالة الصبية النفسية والبدنية بقوله إنهم في حالة جيدة، وأضاف "أؤكد أنهم مستعدون ولديهم القوة والإرادة على الخروج من مكان احتجازهم. وسيحتاج الغواصون للوصول لهم إلى التنقل بنجاح في شبكة من الأنفاق الضيقة مترامية الأطراف التي تربط غرفة الصبية بمركز قيادة الإنقاذ (الغرفة الثالثة).

وبمجرد النجاح في الوصول إليهم، يتوقع أن يقوم الغواصون باصطحاب الصبية عبر الأنفاق واحداً تلو الآخر، وبمجرد أن يصلوا مركز قيادة الإنقاذ، سيتم تسليم الصبية لفرق إنقاذ متخصصة منفصلة، حيث سيتم نقلهم عبر الغرفتين الأولى والثانية، وذلك وفق ما أعلنه أحد مسؤولي البحرية التايلاندية المطلع على تفاصيل عملية الإنقاذ.

وقال أوسوتثاناكورن إن منسوب المياه في الغرف الأولى، الثانية والثالثة داخل الكهف يعتبر منخفضاً بما فيه الكفاية اليوم للمشي فيها سيراً على الأقدام، علما بأن فرق الإنقاذ تباشر مواصلة عملها لضخ المياه خارج منظومة الكهف في سباق مع الزمن، قبيل معاودة هطول الأمطار بغزارة كما تشير التوقعات المناخية بالنسبة لليوم الأحد".

كما تعكف فرق الإنقاذ منذ أيام على استطلاع المناطق الجبلية الموجودة أعلى الكهف بحثاً عن نقطة دخول مخفية، لاسيما وأنهم مستبشرون باحتمالية اكتشاف طرق بديلة تساعدهم على إنقاذ الصبية ومدربهم. وفي المقابل، سبق للغواصين أن وصفوا الأجواء داخل الكهف بأنها من أصعب الأجواء التي لم يسبق لهم أن واجهوها من قبل.

وأشارت تقارير صحافية إلى أنه حتى في حالة نجاح الغواصين في الوصول للصبية ومدربهم، فلن تتضح الرؤية بشأن مصيرهم إلا بعد مرور عدة ساعات، خصوصاً وأن هناك تقديرات من جانب السلطات التايلاندية بأن عملية إخراجهم قد تستمر على مدار أيام.

في المقابل، يبدو الصبية ومدربهم بروح معنوية مرتفعة، حيث بعثوا بخطاب لأسرهم قبيل بدء عملية الإنقاذ بساعات، وتم نشره عبر صفحة البحرية التايلاندية على فايسبوك وأظهروا من خلاله تفاؤلهم وارتفاع حالتهم المعنوية رغم وضعيتهم بالغة الصعوبة، وسط تمنيات الأهالي بأن تكلل جهود إنقاذ أبنائهم بالنجاح وأن يتم إخراجهم وهم في وضعية صحية جيدة رغم إدراكهم للصعوبات والعقبات القائمة داخل الكهف.

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الرابط الأصلي أدناه
https://edition.cnn.com/2018/07/07/asia/thai-cave-rescue-intl/index.html?no-st=1531040594