تجمع مدينة الخليل في الضفة الغربية فلسطينيين ومستوطنين يهود فوق رقعة جغرافية واحدة، لا قواسم مشتركة بينهم إلا أرض مدينة الخليل... المكان الوحيد الذي يجسد تعايشاً معقداً.

إيلاف من دبي: لا شيء يجمع بين فلسطينيي الضفة الغربية ومستوطنيها اليهود إلا المساحة الجغرافية التي يتشاركانها في مدينة الخليل، بينما تفرقهم قضايا كثيرة تتظهر في حياتهم اليومية والتباينات القائمة بينهم، وعلاقاتهم المعقدة في هذه المدينة التي تعد إحدى الأماكن الوحيد للتعايش بين شعبين متخاصمين.

وتدخل "بي بي سي عربي" إلى عمق هذه العلاقة الشائكة، وتحاول فهم واقع الحياة اليومية المعقدة لسكان مدينة الخليل، من خلال فيلم وثائقي من جزأين بعنوان "تحريات الخليل".

يستعرض الوثائقي بجزئه الأول "تحريات الخليل: بين المستوطنين"، الذي يبث مساء الثلاثاء 10 يوليو 19:05 بتوقيت غرينتش، قصة المستوطنين اليهود في الخليل، وكيف سخر بعضهم حياته لإيصال رسالة مفادها الثبات والديمومة، لمئات الآلاف من زوار المدينة.

كما يروي قصص إسرائيليين يشجبون الاستيطان وينتقدون الهيمنة العسكرية التي يرزح تحتها الفلسطينيون، وآخرين يعتقدون بأن الفلسطينيين لن يكونوا شركاء في السلام أبداً، ولن يقبلوا وجود المستوطنين في الخليل بالأساس.

تطغىعلى العلاقة بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود في مدينة الخليل عداوة مطلقة. ويسلط الوثائقي بجزئه الثاني: "تحريات الخليل: سلاح الحياة" الذي يعرض بالتوقيت ذاته من يوم الثلاثاء 17 يوليو، الضوء على مشروع فريد ومتميز لشباب فلسطينيين يتعلمون استخدام كاميرات تصوير لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الشوارع التي يجولون فيها والمناطق التي يقطنوها.

يتضمن الوثائقي نماذج مطولة لما يوثقونه، وتجسد العلاقة الشائكة بين المجتمعين القاطنين في رقعة جغرافية واحدة. يترأس المشروع الناشط في مجال حقوق الإنسان عماد أبو شمسية، الذي نجح في جذب أنظار العالم من خلال المشاهد التي صورها في الخليل.

تعالج بي بي سي عربي المواضيع التي يتطرق اليها الوثائقي بجزأيه من خلال برنامج "نقطة حوار"، وكذلك بمادة تفاعلية بعنوان "الخليل: شارع واحد، ضفتان"، تعرض جوانب مختلفة لهذه التجارب ويتيحها موقع بي بي سي عربي ابتداءً من السبت 10 يوليو.