استقال ديفيد ديفيز ( 69 عاماً) الوزير البريطاني المكلف بإدارة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، والذي يعتبر من أهم وأصعب المهام التي تولاها في البلاد رغم شدة ولائه لرئيسة الحكومة تيريزا ماي.

وجاءت استقالته بسبب رفضه لاستراتيجية ماي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

فقد كان عليه أن يرد على جميع الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن الملف، لكن براين ويلر، الصحفي المختص بالشؤون السياسية في بي بي سي يقول أنه كان "يفتقر إلى العمق الفكري للقيام بهذه المهمة الحساسة والمعقدة".

لم يوافق ديفيز على اقتراح الاتحاد الأوروبي في ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي من شأنه إبقاء أيرلندا الشمالية في الاتحاد الجمركي الأوروبي. كما أنه لم يرضَ بتسليم ماي سلطات أكثر مما يجب إلى الاتحاد الأوروبي.

وكانت الحكومة البريطانية قد اتفقت على دعم ماي في السادس من الشهر الحالي، للمضي قدما في اقتراحها لإنشاء "منطقة تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي" بعد انسحاب بريطانيا منه، والذي ينص على إنشاء "قواعد مشتركة للمنتجات الصناعية والزراعية" والتي من المفترض تطبيقها في مارس/آذار المقبل.

وتعتقد الحكومة أن الاتفاق سيساعد بريطانيا في المحافظة على تبادل البضائع بسلاسة مع الاتحاد الأوروبي، دون تفتيش جمركي عند الحدود الأيرلندية. ولم يوافق جميع الوزراء على هذا الاقتراح واستقال على إثره ديفيز ولاحقاً، وزير الخارجية بوريس جونسون.

وقال ديفيز عن تيريزا ماي: "أعتقد أنها رئيسة وزراء جيدة ولا أريد بديلاً عنها في منصبها الآن، ولن أشجع زملائي على محاولة الإطاحة بها، لكنني لا أستطيع الدفاع عن استراتيجيتها بإخلاص".

وبعد استقالة ديفيز، انسحبت سويلا بريفمان، وهي وزيرة بلا حقيبة وأبرز مؤيدي الانسحاب، إلى جانب وزير آخر بوزارة شؤون الانسحاب وهو ستيف بيكر دون أن تعلق الوزارة على سبب انسحابهما.

وقال في مقابلته لبي بي سي:" لا تتطلب وظيفتي أن أكون ذكياً أو أن أعرف الكثير، لكن يجب أ، أكون هادئاً".

ويقول الصحفي هنري بورتر عنه:" كان ديفيد من بين جميع السياسيين الذين عرفتهم، يملك غريزة طبيعية وعميقة للفكر الحر".

ويضيف بورتر متأسفاً: "لكن عملية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي شغلته وأبعدته عن المحافظة على قيم الحريات البرلمانية القديمة منذ توليه منصبه الوزاري".

وقال ديفيز، إنه في الوقت الذي يختلف فيه مع سياسة ماي، في اقتراحها الذي تناول قضايا الدعم الجمركي، إلا أنه يقبل بالمسؤولية الجماعية.

وقال في رسالة استقالته: "إن الاقتراح أغفل الشروط الصارمة التي طلبتُها، اعتقدتُ أننا اتفقنا عليها".

وقد عينت تيريزا ماي، وزير الإسكان دومينيك راب بمنصب وزير الدولة لادارة ملف الخروج من الاتحاد الاوروبي محل ديفيز.

وكان راب أيضا من أبرز النشطاء في حملة الترويج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى عام 2016.

وحذر أحد المسؤولين في حزب الشين فين في ايرلندا الشمالية من "أن الاقتتال الداخلي في حزب المحافظين لا يجب أن يخلق عائقاً إضافياً جديداً في محادثات انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

اقرأ أيضاً:

استقالة ديفيد ديفيز الوزير المسؤول عن ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

جونسون: خطة ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي تجعلها دولة تابعة

ألمانيا ترى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نموذجا لتركيا وأوكرانيا

ديفيد ديفيز
Getty Images
ديفيد ديفيز كان من أكثر الوزراء المؤيدين لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والأكثر وفاء لتيريزا ماي

وديفيز يحمل درجة البكالوريوس في العلوم الجزيئية وعلوم الكمبيوتر في كلية لندن وإدارة الأعمال في جامعة هارفارد الأمريكية.

كما حصل على منحة دراسية عسكرية من جامعة وارويك للتدريب مع القوات الجوية الخاصة.

وأصبح نائبا في البرلمان عن حزب المحافظين منذ عام 1987، عندما كان عمره 38 عاماً.