يتغير طعم الطعام على في الطائرات على ارتفاع 30 ألف قدم، إذ تتبلد أجهزة الاستشعار الخاصة بحاسة الشم، كما تتبلد براعم التذوق بسبب جفاف الهواء داخل المقصورة المضغوطة.

دبي: في أثناء السفر، عندما يكون الإنسان على ارتفاع 30 ألف قدم، معلقًا بين الأرض والسماء، ربما لا يتنبه كثيرون إلى تبدل في حاسة الذوق عنده، إذ لا تكون طبيعية.

لكن، هذه هي الحقيقة، وفقًا لتقرير نشرته "إيكونومست" البريطانية، التي تقول إن البحوث الطبية تؤكد أنه على هذا الارتفاع، أول ما يفقده الإنسان هو حاسة التذوق، وأن لا علاقة لمكونات أي طعام بمذاقه على متن الطائرات، أكان طبقًا من الأسماك أم اللحوم أم الدجاج. فالطعم كله سيء.

 

 

هذا الكلام يصح أساسًا على درجة ملوحة الطعام وحلاوته. تقول الاختبارات التي أجريت في هذا المجال إن إدراك المسافرين على متن الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم درجة ملوحة لبطعام المقدم لهم أو حلاوته ينخفض كثيرًا؛ وإن انخفاض الرطوبة داخل الطائرة بسبب الضغط يسبب جفافًا في الأنف وتبلدًا في أجهزة الاستشعار الخاصة بحاسة الشم، الضرورية لتذوق نكهات مختلف مكونات الطعام، وتحديدًا الملوحة والحلاوة، وتبلدًا أيضًا في براعم التذوق بسبب جفاف الهواء داخل المقصورة المضغوطة، فالطائرة أكثر جفافًا حتى من الصحراء.

تتدهور حاستا الشم والتذوق فور ركوب الطائرة، وتضعفان كثيرًا عند إقلاعها. وحدها النكهات الحادة، كالحرّ والمرّ والحامض، تتغلب على هذا الأمر، ويمكن المسافر أن يشعر بها عند تذوقها على متن الطائرة. 
من يريد الاستمتاع أكثر بمذاق الطعام على هذا الارتفاع الشاهق، فليضف القليل من الملح، وهذا ما تفلعه شركات الطيران. 

إلى ذلك، يختلف مذاق النبيذ والكحول على متن الطائرة على هذا الارتفاع، فالسوائل تتعقد وتتمدد في المناخ الجاف، فيصير النبيذ أكثر حموضة.