إيلاف في لندن: كشفت مصادر إيرانية اليوم عن وقوف خامنئي وروحاني وراء قرار الهجوم الإرهابي على المؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في الخارج الذي عقد في باريس نهاية الشهر الماضي وتم تكليف وزارة المخابرات ودبلوماسسين للنظام بدول أوروبية بتنفيذه.

وأعلنت النيابة العامة الفيدرالية الألمانية الأربعاء الماضي أن القضاء الألماني أصدر قرارًا لاحتجاز أسد الله أسدي الدبلوماسي في السفارة الإيرانية بفيينا وهو مسؤول محطة المخابرات فيها بتهمة التجسس والتواطؤ بأرنكاب جريمة قتل وذلك بعد ان تم اعتقاله في الاول من تموز يوليو الحالي بمذكرة توقيف أوروبية. 

وووفق للنيابة فإن أسدي كان قد كلف في مارس 2018 زوجين يعيشان في أنتويرب ببلجيكا بتنفيذ هجوم بالمتفجرات على التجمع السنوي الكبير للإيرانيين المعارضين في 30 يونيو حزيران الماضي في باريس حيث سلمهما سلّم لهما عبوة ناسفة تحتوي على 500 غرام من مركب ثلاثي الأترونيترويبوكسيد (TATP) في نهاية حزيران في مدينة لوكسمبورغ. 

وأشارت النيابة إلى أنّ أسدي كان عضواً في وزارة المخابرات الإيرانية المكلفة بمراقبة ومواجهة الجماعات المعارضة داخل وخارج إيران ولذلك فأن مذكرة التوقيف الصادرة عن القضاء الألماني لا تتعارض مع طلب تسليم المتهم المطلوب إلى مكتب المدعي العام البلجيكي.

وقبل ذلك كانت السلطات الأمنية والنيابة العامة البلجيكية قد وصفتا الإيرانيين المعتقلين في بلجيكا بأنهما خلية نائمة للنظام الإيراني كان أسدي يوجهها منذ سنوات فيما قال متحدث باسم القضاء البلجيكي "عمليًا جميع موظفي السفارات الإيرانية هم جزء من الأجهزة الأمنية". 

دبلوماسيون إرهابيون

 وقالت لجنة الامن والدفاع بمجلس المقاومة الإيرانية في بيان صحافي من مقره بباريس تسلمت نصه "إيلاف" الجمعة انه وفق معلومات مؤكدة من داخل النظام فإن هذا العمل الإرهابي قد تم اتخاذ قراره قبل اشهر من قبل المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني ووزيري الخارجية والمخابرات وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي وقادة قوات الحرس وقوة القدس ومنظمة استخبارات قوات الحرس والمساعد الأمني السياسي لمكتب خامنئي وتم تكليف وزارة المخابرات وأسد الله أسدي بصفته رئيس محطة المخابرات الإيرانية في النمسا، بتنفيذ العملية بعد ان تحوّلت هذه المحطة منذ سنوات إلى مركز للتنسيق لمحطات مخابرات النظام الإيراني في دول أوروبا.

وأشارت اللجنة إلى أنّ أسدي هو من عناصر المخابرات القدامى الذي يعمل منذ عام 2014 تحت غطاء القنصل الثالث للسفارة الإيرانية في النمسا في غرفة رقم 200 في الطابق الثالث للسفارة ومهمته الرئيسية، التجسس والتآمر ضد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة وكان يتنقل بهذا الصدد بين دول أوروبية مختلفة. وكان سلف اسدي وهو مصطفى رودكي هو رئيس محطة المخابرات الإيرانية في النمسا لكنه نقل إلى طهران ثم في عام 2017 إلى سفارة النظام الإيراني في تيرانا عاصمة البانيا للتآمر والتجسس ضد عناصر مجاهدي خلق الذين نقلوا اليها من العراق قبل ثلاثة اعوام. 

ويسعى النظام الإيراني الذي يساوره الخوف من تداعيات الكشف عن العملية الإرهابية ضد أعداد كبيرة من المواطنين الأبرياء الذين شاركوا في مؤتمر باريس والذين زاد عددهم على الثمانين الفا ومن الكشف عن هوية عناصره الإرهابية الأخرى لاسترداد أسدي من النمسا وترحيله إلى إيران وذلك من خلال التهديد والابتزاز ومنح تنازلات لأطراف مختلفة برغم من ان هذا الدبلوماسي الإرهابي كان ضالعًا في عملية التحضير لجريمة ضد الإنسانية في قلب أوروبا وكان يرعاها ويقودها.

والتقى الرئيس روحاني وووزير خارجيته محمد ظريف الاسبوع الماضي بوزير الدفاع النمساوي السابق الذي له ارتباطات وثيقة وقريبة جدًا مع النظام الإيراني منذ سنواترلتنشيطه في العمل على إطلاق سراح أسدير حيث تدّعي وزارة الخارجية الإيرانية في تقاريرها الداخلية أن الحكومة النمساوية ترغب في إغلاق هذا الملف في أسرع وقت وهي تبذل قصارى جهدها لهذا الغرض. 

تحذير

وحذر "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" من محاولات طهران لتحريف الحقائق وإفلات الدبلوماسيين الإرهابيين وبالتحديد أسدي من العقاب .. وطالب بإغلاق سفارات وممثليات النظام الإيراني وطرد الدبلوماسيين الإرهابيين وعناصر المخابرات وقوة القدس خاصة وان هذا الامر يتطابق مع قرار مجلس الاتحاد الأوروبي في 29 ابريل نيسان 1997 والذي يقضي بطرد عملاء وعناصر المخابرات والأمن لنظام طهران من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعدم السماح لهؤلاء بدخولها. 

كما دعا المجلس إلى الكشف عن كل تفاصيل ملف محاولة الهجوم الإرهابي على المؤتمر السنوي العام للإيرانيين ونشرها منوها بأن توعية الرأي العام بالتفاصيل اللازمة هو أمر ضروري لتوفير الأمن للمعارضين واللاجئين الإيرانيين بشكل خاص وأمن أوروبا بشكل عام. 

وكان إيرانيون احتجوا في العاصمة الفرنسية امام مقر وزارة الخارجية ضد تسليم اسدي إلى السلطات الإيرانية بعد ثبوت تورطه في التخطيط لمحاولة شن الهجوم ضد المؤتمر . 

وأشار المنظمون للاحتجاج إلى أن الوقفة الاحتجاجية تأتي في أعقاب ورود تقارير عن محاولات وضغوط يمارسها النظام الإيراني، للحيلولة دون مثول الدبلوماسي الإرهابي الذي ألقي القبض عليه في ألمانيا أمام العدالة وأن يتم تسليمه إلى السلطات الإيرانية.