الرباط: بحضور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية وعدد من الوزراء و السفراء وممثلين عن الهيئات الدولية و القطاع الخاص والجماعات الترابية، نظمت وزارة الدولة المكلفة التنمية المستدامة، مساء الخميس بالرباط، حفل تسليم جائزة الحسن الثاني للبيئة، في دورتها الثانية عشر.

تعبئة جماعية

وقال العثماني في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن المغرب أصبح له دور قوي دوليا و إقليميا وأفريقيا و عربيا في حمل مشعل قضية التنمية المستدامة، بفعل التوجيهات الملكية، من خلال عدد من المبادرات والمؤتمرات التي نظمها وشارك فيها بريادة، منها مؤتمر المناخ"كوب22" بمراكش.

واعتبر أن إحداث هذه الجائزة دليل على اهتمام المملكة بقضايا التنمية البيئية والمستدامة، خاصة أنها أحدثت لتكون رافعة قوية لتعبئة جماعية لقضايا البيئة.

وذكر رئيس الحكومة المغربيةً أن بلاده منخرطة في هذا الجهد الدولي لحماية مستقبل البشرية، على اعتبار أن الخيرات الطبيعية التي تتم الاستفادة منها حاليا تخص كذلك الأجيال المقبلة، وهو ما جعل المغرب من الفاعلين الأساسيين في حمل هذا المشكل دوليا و إقليميا.

 

العثماني رفقة الوزير محمد بنبعد القادر

 

من جهتها، أفادت نزهة الوافي، كاتبة الدولة ( وزيرة دولة) المكلفة التنمية المستدامة، أن الحفل ينضوي في سياق جد دقيق، نظرا لأن كوكب الأرض استنفذ موارده الطبيعية، في ظل التغير المناخي ومشكل ندرة المياه الذي يعاني منه المغرب.

وأشارت إلى أن البلاد لها تجربة متجذرة و دينامية ملحوظة بقيادة الملك محمد السادس، وهو ما يتضح من خلال الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي اعتمدها في المجلس الوزاري بتاريخ 25 يونيو 2017.

وأضافت المتحدثة قائلة"هناك 21 مخططا للعمل في هذا السياق، من ضمنها أن قانون المالية المقبل سيعرف اعتماد إجراءات فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والبيئة، و هو ما نراهن عليه من أجل خلق دينامية و تعبئة شاملة حول هذه القضية، فقد آن الأوان ليتوجه البحث العلمي لمكافحة المشاكل البيئية، في إطار بلورة نموذج تنموي جديد".

و قال ادريس الكراوي، رئيس هيئة تحكيم الجائزة، إن المغرب خزان حقيقي للمبادرات الخاصة بالبيئة، على صعيد إنتاج الثروات و إنعاش الشغل، مما يعزز من مسؤولياته القارية القارية والدولية في مجال التغيرات المناخية.

 

الوزيران المنتدبان عبد الكريم بنعتيق ونور الدين بوطيب مع ضيف افريقي 

 

وأكد على دور الجامعات ومراكز البحث في خلق و توسيع مجال الأنشطة المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والأزرق، في علاقته بالاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة.

المتوجون بالجائزة

و من ضمن 99 ترشيحا في خمس مجالات أساسية، حصلت مدينتا مراكش وأغادير على جائزة مبادرات الجماعات الترابية، فيما عادت جائزة العمل الجمعوي لجمعيات الموجة بورزازات، عن مبادرة التنمية البيئة في الوسط المدرسي، و جمعية تلاسمطان بشفشاون، عن مشروع للمساهمة في الحد من انبعاثات الغازات الدفينة من خلال تخفيض استهلاك الخشب في الأفرنة التقليدية، وجمعية دار السي احماد بأغادير، عن مشروع لتجميع مياه الضباب.

 

صورة جماعية للمتوجين بالجائزة 

 

وحاز عبد الهادي الكرواني على جائزة البحث العلمي والتقني، عن مشروع المساهمة في الحد من انبعاث غاز الميثان عند البقرة الحلوب باستخدام المضافات الغذائية.

و في صنف الإعلام، توجت الصحفية نعيمة أشرعي، عن تحقيق"منجم الذهب في منطقة تيويت"، مناصفة مع محمد تافروتي، عن مقالاته حول البيئة وعادل بوخيمة ويوسف الزويتني، عن برنامج للقناة الثانية المغربية و الحبيب السليماني، عن برنامجه الإذاعي"الكوكب الحي".

وعادت جائزة مبادرات المقاولات لمؤسسة"ليديك"، عن فضاء تجريبي للفلاحة الحضرية و شركة ميكرو إليكترونيك بوسكورة، و شركة"أفريك كابل" عن مشروع تطوير وحدة لمعالجة البطاريات المستعملة.