بيروت: قتل 54 شخصا بينهم 28 مدنيا و"جهاديون" في غارة على أحد آخر جيوب تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الغارة استهدفت "تجمعا لمدنيين" بالقرب من بلدة السوسة في محافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية.

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كان الامر يتعلق بضربة للطيران العراقي أو للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.

واضاف عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان 26 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا ايضا في الغارة مضيفا أن "قتلى التنظيم من الجنسيتين السورية والعراقية". 

وردا على اسئلة وكالة فرانس برس، اعلن التحالف الدولي في بريد الكتروني "انه قد يكون هو نفسه "او قواته الحليفة شنوا ضربات في محيط السوسة" ووعد "بتقييم معمق اكثر في المزاعم" حول سقوط قتلى مدنيين.

من جهتها تحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا عن مقتل نحو 30 مدنيا الخميس متهمة بشكل مباشر التحالف الدولي باستهداف "أحياء سكنية".

ونفذ الطيران العراقي منذ نيسان/أبريل، العديد من الضربات الجوية داخل الاراضي السورية على امتداد الحدود المشتركة بين البلدين، حيث سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة.

ويدعم التحالف الدولي قوات سوريا الديموقراطية (فصائل كردية وعربية) في معاركها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

ونددت وزارة الخارجية السورية بالغارة قائلة ان "التحالف غير الشرعي لم ينجح إلا في قتل الأبرياء السوريين وتدمير البنى التحتية السورية على طول نهر الفرات ولا سيما الجسور والمدارس ومنشآت ضخ المياه وتوليد وتحويل الكهرباء" بحسب بيان اوردته سانا.

وبالإضافة إلى شرق سوريا، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يتواجد في جيب صغير في البادية في وسط البلاد كما في منطقة محدودة في جنوب البلاد قد تشكل الوجهة المقبلة للجيش السوري.

واواخر 2017 أعلنت السلطات العراقية طرد تنظيم الدولة الإسلامية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في العراق، بينما تقتصر المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم على 3 بالمئة من الاراضي السورية، بحسب المرصد.

وفي الأول من أيار/مايو، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية اطلاق المرحلة "النهائية" من هجومها على تنظيم الدولة الإسلامية في شرق البلاد.

والخميس اعتبر ممثل فرنسا في قيادة قوات التحالف الجنرال فريديريك باريزو ان الجهاديين يمكن ان يهزموا في هذه المنطقة في غضون "بضعة اسابيع". وتابع باريزو "لا يزال هناك جيبان، وفي غضون بضعة اسابيع اعتقد انه يمكن القول إن +داعش+ لن تسيطر على اي اراض في منطقة عملياتنا".

وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.