ناقشت صحف عربية عدة بنسختيها الورقية والإلكترونية تقدم القوات السورية الحكومية في مدينة درعا الجنوبية ورفع العلم السوري على مباني في منطقة درعا البلد.

وأشار كتاب إلى أن التقدم في درعا، التي شهدت الشرارة الأولى للاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد عام 2011، قد يعد خطوة نحو حسم الصراع الدائر في سوريا بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة.

"انتصار للنظام"

نبدأ من صحيفة الثورة السورية، إذ ترى لميس عودة أن "تحرير الجنوب ليس حدثاً عادياً في تقويم الانتصار السوري، بل مفصلي بكل معطياته، وتداعيات نتائجه ليست فقط في رهانات صهيو-أمريكية تلاشت وتحصينات إرهابية تهاوت وتداعى معها وهم رعاة الإرهاب بتحويل الجنوب إلى بؤرة شرور مشتعلة يتم ضخ الإرهاب منها إلى كل الجغرافيا السورية، بل إن ترددات النصر فيه سيلتقط صداها الشرق السوري وصخب إيقاعها سيخترق صمم إرهابيي إدلب الذين بدؤوا يترقبون بذعر مصيرهم المحتوم في المعركة القادمة حسب توقيت إعلانها في أجندات التحرير السورية".‏

وسارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية على خطى صحيفة الثورة السورية بوصفها تقدم القوات الحكومية في درعا بأنه "انتصار كبير آخر للنظام".

ورأت صحيفة الوطن العُمانية في افتتاحيتها أن رفع العلم السوري على المباني الحكومية في مدينة درعا "يطوي ومعه الشعب السوري صفحة جديدة من صفحات تاريخهم المجيد الذي يسطرونه بدمائهم، ضاربين موعدًا جديدًا مع تاريخ انتصاراتهم المتوالية على أكبر مؤامرة إرهابية يعرفها التاريخ تحاك ضد الدولة السورية، وتشترك فيها عشرات الدول بالأصالة والوكالة".

وأشار مصطفى بركات في بوابة فيتو الإخبارية المصرية إلى أن "درعا، التي مثلت مهداً للثورة، تحولت إلى معقل للتنظيمات الإرهابية بمرور الأعوام، وانتزعت السيطرة في محافظة درعا بين ثلاث قوى، المناطق التابعة لسيطرة الدولة السورية والتي يسيطر عليها الجيش العربي السوري، والمناطق التي تسيطر عليها التنظيمات المتشددة مثل 'جبهة النصرة' والتنظيمات المرتبطة بها وميليشيات 'الجيش الحر، ودخل تنظيم 'داعش' الإرهابي للحصول على حصته في كعكة المدينة المنكوبة". وأضاف الكاتب: "اليوم وبعد أعوام الدم في درعا التي انطلقت منها ثورة سوريا... أصبحت محررة بالكامل".

"حسم المعركة في الجنوب"

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية: "لم تكن طريق عودة العلم السوري إلى سماء مدينة درعا، 'مهد الثورة'، بالسهلة. فقد امتدت لسبع سنوات من الحرب التي شملت كامل جغرافيا البلاد، بمعاركها ومآسيها، وخلّفت مئات ألوف الضحايا وملايين النازحين واللاجئين. المشهد في درعا، وعموم الجنوب، يمهّد لخواتيم جانب من هذه الحرب ولإغلاق الجرح الأول الذي انفتح هناك".

وعدد محمد الشرقاوي في صحيفة صوت الأمة المصرية مكاسب الجيش السوري بدخوله درعا قائلاً: "بدخول القوات السورية المدينة، بذلك حسم الجيش المعركة في الجنوب بأقل خسائر ممكنة في القوات.. بذلك حقق الجيش السوري نجاحات كبيرة، بعد معركة بدأت في 19 يونيو/حزيران الماضي، أبرزها تأمين تام للعاصمة دمشق وسوريا المفيدة [وهو تعبير استخدمه الرئيس السوري بشار الأسد عام 2015 ليشير إلى المناطق التي اضطر إلى الانسحاب إليها]، وتزايد تركز الفصائل المسلحة في محافظة إدلب، بالتزامن مع مباشرة الحكومة السورية عمليات مصالحة وطنية انضمت إليها بلدات وقرى في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة في المنطقة".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.