موسكو: تتجه أنظار العالم إلى القمة التي سيعقدها الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي.

وستكون ملفات سوريا والتدخل في الانتخابات الاميركية وأوكرانيا مطروحة على طاولة المحادثات، إلا أن التركيز سيكون على مدى الانسجام بين الرجلين.

وقد يتبادل الرئيسان الأميركي والروسي الاطراء في أول قمة تجمعهما لكنهما يبقيان على طرفي نقيض في ملفات عدة.

وقال بيان القمة "هلسنكي 2018" الذي صدر في العاصمة الفنلندية السبت: "سيبدأ اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في تمام الساعة 13:15، ويبدأ الاجتماع بين بوتين والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في الساعة 16.30".

وحسب تصريحات للكرملين فإن قادة البلدين يعتزمان بحث أفاق تنمية العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، وأيضا مناقشة الموضوعات الراهنة على الأجندة الدولية.

وأعلن يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، أن الرئيسين، بوتين وترمب سيتطرقان خلال قمتهما في هلسنكي إلى موضوعات عديدة وسيبحثان العديد من القضايا الهامة.

يذكر أن واشنطن فرضت مجموعة من العقوبات على روسيا في السنوات الاخيرة وقّع ترمب شخصيا بعضها، على مضض، بعد توليه الرئاسة في 2017.

وفي ما يلي موجز للنقاط العالقة بين الزعيمين:

"تدخل" روسيا

منذ بداية ولاية ترمب طغت على العلاقات بين البلدين مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في 2016، وشكوك بحصول تواطؤ بين حملة الملياردير الأميركي والكرملين.

ونفت روسيا اي تدخل في الانتخابات. وشدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على ان ترمب سيؤكد للرئيس الروسي في القمة بكل وضوح "ان التدخل في انتخاباتنا غير مقبول على الاطلاق".

الحرب في أوكرانيا

تتهم واشنطن مع حلفائها الغربيين موسكو بتقديم دعم عسكري للانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا.

وامتنعت الولايات المتحدة طويلا عن امداد أوكرانيا باسلحة فتاكة خوفا من ان يؤدي ذلك الى تفاقم النزاع، الا انها وافقت في مارس الماضي على صفقة بيع صواريخ مضادة للدروع، ما اثار غضب روسيا.

وادلى ترمب بتصريحات ملتبسة حول امكانية اعتراف واشنطن بضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية.

المستنقع السوري

شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أبريل من العامين 2017 و2018 غارات على سوريا ردا على هجمات كيميائية مفترضة اتهمت قوات الرئيس السوري بشار الاسد بتنفيذها، ما اثار غضب موسكو.

وفي فبراير الماضي اعلنت موسكو مقتل عدد من المدنيين الروس في قصف للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة افادت تقارير بانهم مرتزقة يقاتلون الى جانب القوات الموالية للنظام السوري.

خلافات حول نزع السلاح النووي

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات بخرق الاتفاقات الدولية حول نزع السلاح النووي.

وفي مارس تباهى بوتين بتطوير بلاده اسلحة "لا تقهر" تتضمن صواريخ اسرع من الصوت وغواصات آلية تعمل من دون طاقم.

وفي فبراير، دعا البنتاغون الى تحديث الترسانة النووية الأميركية والى تطوير اسلحة ذرية حديثة اقل قوة.

ونددت موسكو بـ"الطابع الحربي" و"المناهض لروسيا" للسياسة النووية الأميركية الجديدة.

توتر حول الحلف الاطلسي

تعتبر موسكو سعي حلف شمال الاطلسي الى تعزيز دفاعاته الشرقية خطوة عدوانية تهدف الى محاصرة روسيا.

كذلك تبدي روسيا قلقها ازاء المخططات التي اطلقها الحلف في 2010 لبناء درع صاروخية اوروبية يتوقع ان تنجز في 2020 وان تنشر في رومانيا وبولندا.

من جهته هاجم ترمب الدول الاعضاء في الحلف مطالبا اياهم بزيادة الانفاق على الدفاع.

الاتفاق النووي الايراني

قرر ترمب احاديا الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع مع ايران الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات مطولة في 2015، وقرر اعادة فرض عقوبات على طهران ما اثار صدمة روسيا والغرب.

ودعت روسيا، التي تقيم علاقات وثيقة مع كل من سوريا وايران، الدول الاوروبية الى "دفاع مشترك عن مصالحها" في الاتفاق.

كوريا الشمالية

رحبت روسيا بالقمة التي عقدت بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في 12 حزيران/يونيو في سنغافورة حيث وقعا اعلانا مشتركا من دون تحقيق اي اختراق ملموس حول الانشطة النووية لبيونغ يانغ.

وبعد القمة اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوكالة ريا نوفوستي "نأمل ان يبدأ (ترمب) عملية خفض التوتر".

تسميم العميل

انضمت الولايات المتحدة هذا العام الى موجة طرد دبلوماسيين من روسيا شملت دولا عدة على خلفية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.

نزاع تجاري

رفعت روسيا مطلع يوليو الجاري الرسوم الجمركية على السلع الأميركية المستوردة ردا على زيادة الولايات المتحدة رسومها على استيراد الصلب والالمنيوم من روسيا وغيرها، في اطار نزاع تجاري عالمي.