تكتسب القمة المنتظرة اليوم الاثنين، بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أهمية كبيرة نظرًا إلى الملفات الساخنة التي ستخيّم بظلالها على العاصمة الفنلندية هلسنكي.

إيلاف من نيويورك: وسط العلاقات المتلبدة بين واشنطن وموسكو، تحظى القمة باهتمام العالم، نظرًا إلى الأحداث التي طرأت في الأيام الأخيرة، بعد توجيه روبرت مولر، المحقق الخاص في عملية التدخل الروسي بالانتخابات، اتهامات إلى عناصر في الاستخبارات الروسية باختراق حواسيب عدد من مسوؤلي حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.

توقف عند النفي الروسي
ومن المتوقع أن تحظر ملفات رئيسة عدة على طاولة اللقاء، أبرزها ما يتعلق بالتدخل الروسي، فالاتهامات الأخيرة أثارت ضجة كبيرة، ودفعت بنواب وشخصيات سياسية أميركية إلى المطالبة بإلغاء القمة المنتظرة، وأسهمت في الضغط أكثر على الرئيس الذي يبدو وكأنه لم يحسم موقفه بشأن هذه القضية. 

فعلى الرغم من اعتبار وكالات الاستخبارات الأميركية أن روسيا تدخلت في الانتخابات، غير أن ترمب لم يتبن تحقيقات استخباراته، وعرض في المقابل وجهة النظر الروسية التي تنفي تدخل موسكو بالانتخابات.

تحذير بوتين
بحسب ذاهيل "فإن شخصيات تعمل في الأمن القومي الأميركي، ولها علاقات بالبيت الأبيض، تأمل أن يقوم ترمب بتحذير بوتين علانية من مغبة التدخل في الانتخابات النصفية، لكن السيناريو الأسوأ الذي يخشونه هو اعتصام ترمب بالصمت بشأن القضية، واثارة إمكانية رفع العقوبات عن موسكو، مما سيشعل انتقادات خصومه السياسيين".

حصة سوريا
الملف السوري ستكون له حصة كبيرة أيضًا في المباحثات. وفي هذا السياق تشير التقارير الأخيرة إلى أن ترمب يتطلع إلى إبرام اتفاق مع بوتين، يقوم على إخراج القوات الإيرانية من الحدود مع إسرائيل، مقابل سحب القوات الأميركية، وبالتالي تتعهد روسيا بالحدّ من تواجد الإيرانيين بالقرب من الحدود السورية مع إسرائيل والأردن، وتفسح واشنطن المجال أمام القوات السورية للسيطرة على هذه المنطقة.

مخاطر الصفقة
لكن الإشكالية الكبيرة بالنسبة إلى الأميركيين تكمن في تواجدهم في منطقة التنف، حيث سبق لمسؤولين في البنتاغون أن تحدثوا عن مدى أهمية المنطقة لجهة ضمان منع إيران من إكمال الجسر البري بين طهران وبيروت. 

فبموجب الاتفاق ستغادر القوات الأميركية هذه المنطقة وسوريا تمامًا في نهاية المطاف. وفي تعليق له على الصفقة المنتظرة، قال مستشار ترمب أثناء الحملة الانتخابية، وليد فارس، "إن صفقة انسحاب الإيرانيين من جنوب سوريا مقابل تمدد النظام غير جيدة. المطلوب وقف العمليات، وتحقيق التقدم على داعش، ونشر قوات متعددة في الجنوب، والانتقال إلى التفاوض".

شبه جزيرة القرم
شبه جزيرة القرم ستكون حاضرة أيضًا. وبات واضحًا أن ترمب سيتوقف عند وجهة النظر الروسية في هذا الملف كذلك، ويتحدث فيها أيضًا لناحية اعتبار موسكو أن لديها الحق بالمطالبة بهذا الإقليم، لأن معظم سكانه يتحدثون اللغة الروسية. 

ويخشى حلفاء واشنطن الأوروبيون، الذين كانوا قد رفعوا مستوى التدريبات العسكرية مع القوات الأميركية بعد دخول روسيا إلى هذه المنطقة، يخشون من تكرار الرئيس الأميركي سيناريو سنغافورة عندما أعلن وقف التدريبات العسكرية مع كوريا الجنوبية.

فرصة نادرة
يمكن لموضوع الحد من التسلح أن يوفر فرصة نادرة للولايات المتحدة وروسيا للتوصل إلى أرضية مشتركة، وذلك عبر موافقة الرئيسين على تمديد معاهدة ستارت الجديدة لمدة خمس سنوات أخرى، لكن هذه الفرصة قد تذهب أدراج الرياح إذا استمر رفض ترمب لمعاهدة ستارت، واعتبارها واحدة من صفقات باراك أوباما السيئة.