أكد أمير الكويت الشيخ الصباح للعبادي دعم بلاده للعراق في ظروفه الحالية على خلفية الاحتجاجات الدامية التي تشهدها محافظاته الجنوبية التي دخلت اليوم أسبوعها الثاني.. فيما أعلنت الداخلية العراقية ارتفاع عدد ضحايا هذه الاحتجاجات إلى 487 متظاهرًا وشرطيًا بين قتيل وجريح.

إيلاف: شدد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على استعداد بلاده لتقديم كل دعم ممكن إلى العراق، ليتمكن من تجاوز ما يمر به من أحداث على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها محافظات جنوب البلاد.

وأعرب الصباح عن أمله بأن "يسود العراق الأمن والسلام وأن يسعى نحو توحيد صفوفه وتكاتف أبنائه وتضافر جميع الجهود سعيًا إلى تحقيق كل ما فيه الخير والمصلحة له ولشعبه، وأن يتمكن من تجاوز هذه الظروف. كما أكد استعداد الكويت لتقديم كل ما من شأنه أن يساعد العراق خلال الفترة المقبلة على البناء والإعمار والاستقرار، إضافة إلى المساعدة في بعض المشاريع، ومنها تحلية المياه في محافظة البصرة، ومشاريع أخرى، كما قال بيان صحافي للمكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة العراقية الليلة الماضية.

تم خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات والإشادة بجهود الحكومة العراقية في ملاحقة ما تبقى من خلايا داعش الإرهابية والأوضاع السياسية في العراق. كما طمأن العبادي أمير الكويت إلى الأوضاع الأمنية الجارية في بعض المحافظات.

وأمس وصل عشرات المتظاهرين من أهالي ناحية سفوان في محافظة البصرة إلى مدخل منفذ سفوان الحدودي المعبر البري الوحيد بين العراق والكويت.

ويشهد العراق منذ أسبوع تظاهرات احتجاج دامية، بدأت من محافظة البصرة الجنوبية المحاذية حدودها مع الكويت، وسرعان ما امتدت إلى محافظات أخرى في الجنوب والوسط، وشهدت هجومات للمحتجين على مؤسسات حكومية، وإغلاقهم للطرق المؤدية إلى حقول نفطية، إضافة إلى إحراق مقار للأحزاب السياسية المؤيدة لإيران، مطالبين بتوفير الخدمات العامة الأساسية، مثل الماء والكهرباء، وفرص العمل ومحاربة الفساد.

ارتفاع عدد مصابي الاحتجاجات إلى 487 متظاهرًا وشرطيًا
من جهته أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية سعد معن عن إصابة 487 شخصًا، نصفهم من القوات الأمنية، والبقية من المتظاهرين. وفرضت القوات الأمنية أمس حظرًا للتجوال على حركة المركبات في محافظة البصرة من الساعة العاشرة مساءً وحتى فجر اليوم التالي.

ويشهد العراق احتجاجات واسعة بدأت قبل أسبوع من محافظة البصرة، وامتدت لاحقًا إلى مناطق أخرى ذات الأكثرية الشيعية في جنوب البلاد، منها المثنى وميسان والديوانية وذي قار. ويطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات العامة الأساسية، مثل الماء والكهرباء وفرص العمل ومحاربة الفساد، إضافة إلى تخصيص جزء من إيرادات سفوات الحدودي مع الكويت لتحسين الخدمات العامة.

وقال العبادي أمس إنه أمر قوات الأمن بعدم إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين، وذلك بعد سقوط 4 قتلى خلال أسبوع. وقد دفعت هذه التطورات السلطات الكويتية إلى رفع مستوى التأهب الأمني على الحدود مع العراق وإرسال 400 عسكري إضافي إلى المنطقة الحدودية، لكنها أوضحت أن الأوضاع على الحدود الشمالية مع العراق يسودها الأمن والهدوء، وليس هناك ما يدعو إلى القلق، وأن ما يجري في جنوب العراق من مظاهرات واحتجاجات ما هو إلا شأن داخلي، لا يضر العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين.

ورفعت وزارة الداخلية الكويتية يوم السبت درجة التأهب، كما اتخذ الحرس الوطني الإجراءات نفسها، بسبب ما يجري عند الحدود مع العراق تزامنًا مع تصاعد الاحتجاجات في الجنوب.

وقالت الخارجية الكويتية في بيان إن الكويت تتابع باهتمام بالغ الأحداث والتطورات الأخيرة في العراق والمتمثلة في التظاهرات والاحتجاجات التي جرت هناك.. وأكدت ثقة الكويت بقدرة الأشقاء في العراق على معالجة هذه الأحداث بما يحقق الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أبنائه.

من جانبها أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي أن ما يجري في العراق هو شأن داخلي لدولة الجوار، وأن ما يقوم به الجيش بالتعاون مع الأجهزة الأمنية هو إجراء احترازي. 

في موازاة ذلك ألغت الخطوط الجوية الكويتية السبت رحلاتها المتجهة إلى مطار النجف حتى إشعار آخر إثر اقتحام المحتجين لمبانيه، كما قامت الأجهزة الأمنية الكويتية بإرجاع حافلة تحمل 33 بحرينيًا، كانت في طريقها إلى العراق، حيث تم إبلاغهم بأن الأوضاع غير آمنة، وأنه لن يسمح لهم بعبور الكويت إلى العراق.