الرباط: مع حلول فصل الصيف أطلق نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي حملة جديدة تحت شعار «كن رجلا ولا تدع نساءك يخرجن بلباس فاضح»، دعوا من خلالها النساء إلى ارتداء لباس « محتشم ».

الحملة التي انطلقت منذ أيام خلفت انتقادات شديدة في أوساط النساء اللواتي اعتبرن أن ذلك يدخل في نطاق الحريات الفردية التي لا تتجزأ، إذ كما للرجل الحق في ارتداء ما يريد دون تدخل من أية جهة، للمرأة كذلك نفس الحق دون تمييز. 

واعتبر الكثيرون، من خلال تدوينات نشروها على صفحاتهم، في موقع فيسبوك أن الرجولة لا تتحقق في منع المرأة من لباس « فاضح » كما تسعى بعض الجهات لأن تروج، لكن الرجولة الحقيقة هي أن يكف الرجل عن تعنيف المرأة و أن يحترم إنسانيتها و يعتبرها فردا مسؤولا عن تصرفاته و اختياراته في الحياة.

وأثارت عبارة « لاتدع نساءك يخرجن بلباس فاضح » الكثير من الإنتقادات، حيث تشير العبارة إلى أن للرجل الحق في التحكم في زوجته و أمه و أخته وابنته وهن كلهن يعبترن نساء لديه يتحكم بهن كيفما يشاء.

ونشرت بعض الكاتبات والفاعلات تدوينات عبارة عن مقتطفات من مؤلفاتهن للرد على الحملة التي وصفنها بالهوجاء، حيث كتبت القاصة المغربية لطيفة باقا « أبي مات ولم تعد أمي تبتسم وتوقفت الساعة الحائطية عن الإنذار بالوقت. دفاتري وجرائدي لاتزال فوق المائدة وحدها الوردة الناشفة التي كنت أحتفظ بها في كتاب « الأم » لماكسيم غوركي.. سقطت سقطت على الأرض وداسها أحدهم بحذائه.. ».

وبدورها كتبت الناشطة والصحافية سناء العاجي على صفحتها « على أي أساس تعتبر أنك أجدر منها باتخاذ القرارات، لمجرد أنك ولدت رجلا وأنها ولدت امرأة، لا لكفاءة معينة أو لذكاء خارق؟ » # كن رجلا..

وأضافت العاجي في مقال نشرته بموقع « مرايانا » الذي تديره « متى سيعي الكثير من « رجالنا » بأن لباس المرأة هو حريتها الشخصية، تماما كما أن لا أحد يتدخل في ملابس الرجل ويفرض عليه ما يحق له أن يلبسه وما لا يحق؟.. لماذا لا تكون رجلا فلا ترمي النفايات في الشارع مثلا. لماذا لا تكون رجلا وتحترم حق زوجتك و ابنتك و أختك في اتخاذ قراراتهن الفردية؟.. ».

ورفعت أخريات شعار « تسقط رجولتك فورا بمجرد ما ترفع صوتك على أمك »، في حين اعتمدت بعض المدونات على أسلوب قاس في الرد بأن كتبن « كن رجلا ولا تتبول في الشارع العام.. » وهو ما أثار غضب العديد من النشطاء الذين انتقدوا هذا الأسلوب في الرد.

في الوقت الذي اختارت فيه بعض الكاتبات أسلوب الرمز، واجهت مدونات أخريات الحملة بعبارات مباشرة قاسية مثل « كن رجلا وكف عن التفاهات. كن رجلا و لا تعتبر أن مجرد كونك ذكرا يعيطيك الحق في أن تتحكم في أمور لا تخصك. كن رجلا وواكب عصرك في التطور و العلم و المعرفة. كن رجلا ولا تكن جاهلا… »، للرد على الحملة التي أغضبت كثيرين في الفضاء الأزرق.