كييف: أفاد مصدر دفاعي في كييف الجمعة بأن أوكرانيا تمكنت في "عملية خاصة" من تدمير طائرات عسكرية في قاعدة جوية بجنوب روسيا، في وقت أعلنت موسكو إسقاط عشرات المسيّرات التي كانت تستهدف مناطق عدة في أراضيها.

وقامت قوات كييف بـ"تدمير ست طائرات عسكرية على الأقل" وإلحاق أضرار بالغة بثمانٍ غيرها، في هجوم استهدف قاعدة جوية في منطقة حدودية بجنوب روسيا، وفق ما أفاد مصدر في قطاع الدفاع الأوكراني وكالة فرانس برس.

وأوضح المصدر أن الهجوم طال قاعدة في مدينة موروزوفسك بمنطقة روستوف الحدودية في جنوب روسيا، وكان عبارة عن "عملية خاصة" نفّذها جهاز الأمن (أس بي يو) والجيش الأوكرانيين.

ولم تعلّق روسيا بشكل رسمي على هذه التصريحات. كما أن فرانس برس لم تتمكن من التحقق منها من مصدر مستقل.

ولم يحدد المصدر الأوكراني كيفية تنفيذ العملية. الا أن الإعلان أتى بعد ساعات من تأكيد وزارة الدفاع الروسية إسقاط أكثر من 50 مسيّرة أطلقتها كييف نحو مناطق عدة، بما فيها روستوف.

وأشار المصدر الى أن قاعدة موروزوفسك تضم قاذفات تستخدمها روسيا لقصف أهداف ومواقع عائدة للجيش الأوكراني، ومدن قريبة من خطوط التماس.

وأوضح أن ما جرى "عملية خاصة مهمة ستقلّص بشكل ملحوظ القدرة القتالية الروسية"، مشيرا الى أن الهجوم أدى كذلك الى مقتل وجرح "نحو عشرين" من العسكريين الروس في المكان.

صواريخ ومسيّرات
وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أنها تمكنت من تدمير 53 طائرة مسيّرة أطلقتها كييف نحو مناطق روسية عدة، في هجمات واسعة النطاق تركّزت في منطقة روستوف حيث مقر قيادة الغزو.

وقال حاكم منطقة روستوف فاسيلي غولوبيف إن هجوماً بطائرة مسيّرة في موروزوفسك حيث تقع القاعدة الجوية التي أكد المصدر الأوكراني إصابتها، أدى الى إلحاق "ضرر لا يذكر" بمحطة للطاقة الكهربائية، وتسبب بقطع التيار عن نحو 600 من السكان.

كما أشار الى تحطّم النوافذ في مبنى سكني، من دون ذكر القاعدة الجوية.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه "خلال الليل وصباح الخامس من نيسان (أبريل)، تمّ إحباط محاولات عدة لنظام كييف لشنّ هجمات إرهابية باستخدام طائرات مسيّرة".

وأشارت الى اعتراض 53 منها، بينها 44 في أجواء منطقة روستوف. وتضم مدينة روستوف-أون-دون، مركز هذه المنطقة، مقر قيادة القوات الروسية التي بدأت في شباط (فبراير) 2022 غزو أوكرانيا.

وهي كانت مسرحا في حزيران (يونيو) لتمرد مجموعة فاغنر المسلحة على القيادة العسكرية الروسية. وتمكن مقاتلو هذه المجموعة في حينه، من السيطرة موقتا على مقر القيادة العسكرية في هذه المدينة، قبل انتهاء تمردهم بتسوية مع موسكو.

وشملت الهجمات الأوكرانية الجمعة مناطق ساراتوف وكورسك وبيلغورود وكراسنودار، وفق وزارة الدفاع.

وأفاد حاكم منطقة ساراتوف بأن الضربة الأوكرانية طالت مدينة إنجلز البعيدة نحو 500 كلم عن الحدود، وتضم قاعدة جوية سبق أن تمّ استهدافها خلال الحرب.

وكثّفت أوكرانيا في الآونة الأخيرة هجماتها ضد الأراضي الروسية، وتستهدف على وجه الخصوص منشآت الطاقة، وذلك بعدما توعّدت مرارا بنقل القتال الى داخل روسيا ردّاً على الهجمات الكثيفة التي تتعرض لها منذ عامين.

واستهدف هجوم بطائرة مسيّرة موقعا صناعيا في تتارستان وأسفر عن سقوط 13 جريحا كما أعلنت الثلاثاء السلطات في هذه الجمهورية الروسية الواقعة على بعد أكثر من ألف كلم من اوكرانيا.

وعلى رغم تكثيف هجماتها في الآونة الأخيرة ضد مصانع أو سكك حديد أو مصافي تكرير النفط في الأراضي الروسية، من النادر أن تطال هجمات أوكرانيا مناطق بعيدة الى هذا الحد عن الحدود بين البلدين.

في المقابل، أفادت السلطات الأوكرانية بأن روسيا شنّت هجمات ضد أراضيها خلال الليل، شملت إطلاق خمسة صواريخ و13 مسيّرة. وفي حين أعلنت القوات الجوية إسقاط كل هذه المسيّرات، لم تذكر تفاصيل بشأن الصواريخ الخمسة التي استهدفت منطقة خاركيف (شمال شرق).

الى ذلك، طالت ضربات من كييف مناطق تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، وفق ما أكدت السلطات المعينة من موسكو.

وقال مسؤولون محليون إن خمسة أشخاص أصيبوا، جراح اثنين منهم بالغة، في هجوم بطائرة مسيّرة في الأجزاء التي تحتلها روسيا من منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، بينما جرح سبعة أشخاص في ضربة طالت غورليفكا بمنطقة دونيستك في شرق أوكرانيا، أيضا بحسب مسؤولين محليين معيّنين من قبل موسكو.

ميدانيا، تواصل القوات الروسية محاولة البناء على تقدمات حققتها في الآونة الأخيرة في ظل معاناة أوكرانيا من نقص في العديد والذخيرة.

وقال مسؤولون معيّنون من موسكو في المناطق الأوكرانية المحتلة إن القوات الروسية تتقدم نحو بلدة تشاسيف يار في منطقة دونيتسك. وأكد مدّونون عسكريون في روسيا وأوكرانيا أن قوات موسكو باتت على مشارف البلدة.