حيفا: أعلنت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية الأحد وفاة المعتقل الفلسطيني وليد دقة (62 عاما) في أحد المستشفيات الإسرائيلية، بعدما أمضى 38 عاما رهن الاعتقال.

يتحدر دقة من باقة الغربية داخل إسرائيل، واعتقل في عام 1986 بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي وحكم عليه بداية بالإعدام، لكن الحكم خفف إلى السجن لمدة 38 عاما.

وكان من المفترض أن يطلق سراحه العام الماضي، إلا أن محكمة عسكرية إسرائيلية أضافت إلى حكمه عامين بتهمة إدخال هواتف نقالة إلى داخل السجن.

أصيب دقة بمرض سرطان النخاع الشوكي، وأوصت مؤسسات حقوقية وطبية بإطلاق سراحه، لكن هذا لم يحصل.

وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية قدورة فارس الجانب الإسرائيلي مسؤولية وفاة دقة، وقال لوكالة فرانس برس "استشهاد الأسير وليد يأتي نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الأسرى".

وأضاف فارس "سياسة الإهمال الطبي بحق أسرانا كانت دائمة، ولكنها تفاقمت بعد أحداث أكتوبر (هجوم حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل) وسلطات الاحتلال هي المسؤولة عن استشهاد وليد وأسرى آخرين ممن نعرف عنهم أو لا نعرف عنهم".

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، وهو مؤسسة تعنى بمتابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، فإن 14 فلسطينيا توفوا في السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر.

ويقول النادي إن عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ارتفع بعد التاريخ المذكور من خمسة آلاف معتقل إلى أكثر من تسعة آلاف.

من هو وليد دقة؟
وليد نمر أسعد دقّة مواليد 18 تموز (يوليو) 1962 وتوفي في 7 نيسان (أبريل) 2024، وهو أسير فلسطيني من باقة الغربية في فلسطين.

أصبح وليد أسيراً منذ عام 1986، وحكم عليه بالإعدام في البداية، ولاحقًا خفف الحكم بالسجن 37 عامًا بالإضافة لسنتين إضافيتين بقضية ضلوع الأسير دقة في قضية إدخال هواتف نقالة للأسرى.

مفكر "الحركة الأسيرة"
يعد وليد دقة وفقاً لموسوعة "ويكيبيديا" من أبرز مفكري الحركة الأسيرة، فقد كتب العديد من المقالات والكتب منها "يوميات المقاومة في جنين"، "الزمن الموازي"، "صهر الوعي" و"حكاية سر الزيت"، "رواية لليافعين" و"حكاية سر السيف" في عام 2022.

شكل خلية عسكرية للمقاومة، وتلقى تدريبات في إحدى المعسكرات في سوريا، وكان ضمن جهاز عسكري سري يعمل في الداخل المحتل مع إبراهيم الراعي، وعمل الجهاز لمدة عامين قبل أن تكتشفه المخابرات وتتهم دقة ورفاقه إبراهيم ورشدي أبو مخ وإبراهيم بيادسة بقتل الجندي موشي تمام عام 1984.

وفي 25 آذار (مارس) 1986، حكم عليه بالمؤبد وأدين بالانتماء لخلية خطفت وقتلت جندي إسرائيلي عام 1984.

ماجستير "في السجن"
أثناء أسره تمكن دقة من مواصلة تعليمه الأكاديمي في المعتقل حتى حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية.

إقترن الأسير وليد دقة بالناشطة السياسية سناء أحمد سلامة في عام 1999، واعتبر زواجهما سابقة في تاريخ الحركة الأسيرة، فقد كان داخل السجن، وأجبر الأسرى الاحتلال على السماح لهم بالتقاط الصور والفيديو وتشغيل الموسيقى كأي حفل زفاف.

وحضر أهل وليد دقة وعانقوه للمرة الأولى والأخيرة وبحضور تسعة من الأسرى.

حمل من نطفة محررة
بعد انتظار دام 21 عاما رزق الأسير بابنته ميلاد التي جاءت إلى العالم في 3 شباط (فبراير) عام 2020 بعد حمل زوجته عن طريق نطفة محررة، وذلك بسبب الإجراءات العقابية، التي منعت الزوج من الاتصال المباشر وبقرار قضائي منع الزوج من الانجاب الطبيعي.