اتشحت العاصمة اليونانية أثينا بلون برتقالي، بعد أن هبّت عليها سحائب من غبار قادمة من الصحراء الكبرى.

وتعدّ هذه الأجواء من بين الأسوأ التي ضربت اليونان منذ عام 2018، بحسب ما صرح مسؤولون.

وكانت سحائب شبيهة قد هبّت على الدولة الأوروبية في آذار (مارس) وأوائل نيسان (أبريل) الماضيين، وغطت كذلك أجزاء من سويسرا وجنوبي فرنسا.

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية اليونانية أن تعود أجواء البلاد صافية في مساء الأربعاء، بعد أنْ تعذّرت بسبب الغبار رؤية أكروبوليس أثينا في صباح اليوم نفسه، وقد غطت سحائب الغبار أجزاء عديدة من اليونان وصولا إلى مدينة سالونيك شمالا.

ونصحت السلطات اليونانية المواطنين الذين يعانون مشكلات صحية تتعلق بالتنفس بالحدّ من الوقت الذي يقضونه خارج البيت، وبارتداء كمامات، وبتجنُّب ممارسة رياضة بدنية ريثما تزول سحائب الغبار عن سماء البلاد.

أديم برتقالي
EPA
أجواء اليونان ستصفو مع مساء الأربعاء بحسب التوقعات

وتنفُض الصحراء الكبرى عن أديمها ما يتراوح بين 60 إلى 200 مليون طن من الغبار المعدني كل عام، وسرعان ما يهبط معظم هذا الغبار مرة أخرى على وجه الأرض، لكن بعضاً من الجزيئات الصغيرة يمكن أن يقطع مسافة كبيرة، حتى إنه يصل في بعض الأحيان إلى أوروبا.

وأدى امتزاج الغبار بدرجات الحرارة المرتفعة إلى أن أصبح الجو خانقاً في جنوبي اليونان على وجه الخصوص.

وشبّه خبير الأرصاد الجوية كوستاس لاغوفاردوس منظر الجو في اليونان بالأجواء على كوكب المريخ.

وفي يوم الثلاثاء، أفادت تقارير باندلاع نحو 25 حريقا في الغابات على مدى اليوم السابق، وكان أحد الحرائق على مقربة من قاعدة بحرية على جزيرة كريت –حيث تجاوزت درجات الحرارة 30 مئوية– وقد أُخليت منازل وروضة أطفال، بحسب تقارير محلية.

ولا تعدّ سحائب الغبار القادمة من الصحراء الكبرى شيئا نادر الحدوث في أوروبا، مع الاختلاف في درجة كثافة تلك السحائب، على أنها عادة ما تأتي في فصلَي الربيع والخريف.

واختمرت تلك السحائب من الغبار بالأساس في صحراء ليبيا مصحوبة بهواء ساخن وصولاً إلى اليونان الذي سجلت درجات الحرارة فيه ارتفاعا فوق معدلاتها في أبريل/نيسان.

وتشهد أجواء منطقة شرق المتوسط موجات من الغبار في الوقت الراهن، ولكن مع نهاية الأسبوع الجاري ستمضي تلك الأجواء وستعقبها أجواء أكثر صفاء ودرجات حرارة أقرب إلى تلك المعتادة في هذا الوقت من العام.