إيلاف من لندن: ما إن عاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من واشنطن حتى اجتمع مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ثم شد رحاله إلى الأنبار في إطار سلسلة من الزيارات الميدانية للمحافظات.
هذه الزيارة للمحافظة الغربية والتي تعد اكبر محافظات العراق من حيث المساحة أراد منها السوداني ان يطلع بنفسه على المشاريع الجاري تنفيذها في الأنبار التي عانت ويلات الحرب على الإرهاب وتعطلت التنمية فيها لسنوات.
حيث استهل السوداني زيارته بزيارة إلى مشروع محطة كهرباء الأنبار المركبة في ناحية نهر الفرات واطلع على سير العمل فيها والذي توقف منذ عام 2013، وبسبب الخرب ضد التنظيم الإرهابي. وقد اصدر مكتبه الإعلامي بيانا جاء فيه ان نسبة الإنجاز في المحطة منذ تولي السوداني منصبه وحتى تادىريه زيارته ٥٠ في المائة.
هذه المحطة، التي تعد احد مشاريع العراق الاستراتيجية، تهدف إلى تزويد الشبكة الوطنية بقدرة كهربائية مقدارها اكثر من ١٦٠٠ ميغاواط، لتكون نواة لإنتاج الطاقة باقل تكلفة.
رئيس الوزراء العراقي يتفقد المشاريع الخدمية والأداء الأمني في كبرى محافظات العراق
وقد أجرى رئيس الوزراء العراقي زيارة ميدانية إلى مشروع تنفيذ المجمع الحكومي الجديد الواقع غرب الرمادي، مركز محافظة الأنبار، واطلع على سير الأعمال الجارية فيه في إطار إعادة إعمار المحافظة ومركزها حيث يضم المجمع الذي تم تشييده على أرض مساحتها الإجمالية 400 دونم، العديد من المباني الحكومية ومحطة كهرباء وقاعة للمؤتمرات، فضلاً عن مشاريع للبنية التحتية من مجاري وماء وكهرباء وإنارة واتصالات.
كما حرص خلال زيارته التي استمرّت يومين على الاجتماع مع الدوائر الخدمية في محافظة الانبار، معلنا بذلك عن حزمة مشاريع للبنى التحتية.
ومن الأنبار أيضا اعلن السوداني إطلاق الموسم التسويقي لمحصول الحنطة في العراق وحرص على تسليم المستحقات المالية لمجموعة من فلاحي المحافظة بنفسه، في تأكيد واضح على سرعة إنجاز تسليم المستحقات المالية للفلاحين والمزارعين الذين سيسوقون محاصيلهم من الحنطة والشعير والذرة.
ومن هنا جاء حرص السوداني على ان تعقب هذه الزيارة زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى العراق حتى يذهب السوداني للقاء الفلاحين وهو يحمل الأنباء السارة لهم وللعراقيين جميعا.

"اتفاق الإطار الاستراتيجي مع تركيا يمثل نقلة نوعية على مستوى الحلول الجذرية لمشكلة المياه، فوفقا للاتفاقالخاص بالمياه مع تركيا سنذهب نحو إقامة مشاريع السدود وتبطين الأنهر واستعمال الأنابيب؛ لتقليل الضائعات، لإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي واستعمالها في الزراعة"... رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني

وانطلاقا من الاهتمام باستقرار الوضع السياسي في المحافظة اجتمع رئيس الحكومة العراقية مع أعضاء مجلس النواب عن المحافظة لشحذ الهمم والتأكيد على ان مواطني الأنبار ينبغي ان يحظوا بأكبر قدر من الاهتمام من جانب ممثليهم في البرلمان لاسيما على صعيد الخدمات.
كما اهتم السوداني بزيارة مستشفى الرمادي التعليمي، والاطلاع على أعمال المرحلة الثانية من إعادة تأهيله، ووقف يستمع إلى مرضاه وذويهم للاطمئنان على رضاهم عن مستوى الخدمة الصحية المقدمة للمرضى. وأمر وزارة الصحة بإكمال متطلبات تنفيذ مشروع إنشاء مستشفى نسائية وأطفال سعة 200 سرير في قضاء الفلوجة.
وحتى المجال الرياضي حاز على اهتمام من جانب السوداني الذي زار مشروع ملعب الأنبار الأولمبي الذي يتسع لثلاثين ألف متفرج، والذي يعد من المشاريع المتلكئة، حيث تعرض للدمار من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وتجري حالياً عمليات إعادة إعماره وإكمال تشييده.
وبالإضافة إلى تسريع إنجاز المشاريع المتلكئة في المحافظة، اعلن السواداني عن مشاريع مجاري الصرف الصحي وشبكات مجاري مياه الأمطار في منطقتي عانه وكبيسة غربي محافظة الأنبار، بتكلفة تبلغ نحو 109 مليارات دينار
وكون محافظة الأنبار تمتد على مساحة واسعة فكان لابد للقائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية ان يجتمع مع قيادات المحافظة الأمنية للتأكيد على ضرورة اليقظة الأمنية المضاعفة لضمان امن المواطنين وحماية مشاريع إعادة الإعمار العملاقة التي يتم تنفيذها في الأنبار.
هذه الزيارة ليست فقط دليلا على حرص الحكومة العراقية على الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن العراقي في جميع أنحاء البلاد ولكنها أيضا رسالة بأن العراق بات الآن وعاء واحداً يحوي بداخله العديد من المكونات ويتطلع أبناؤه بمختلف مذاهبهم إلى مستقبل واحد يجمعهم في بلد يتطلع نحو التنمية بعيدا عن التطرف والإرهاب.