تركي عبدالله السديري

عبر سنوات ليست بالقليلة.. بل نستطيع القول منذ استبدال جزالة الحضور الأوروبي داخل العالم العربي بوجود الحضور الأمريكي الذي حقق انتشاراً هائلاً بين دول العالم الثالث بصفة عامة.. وكان ما يسمى بالتحالف أو التقارب هو تعريف ديمومة العلاقات بين الطرفين.. العالم العربي.. وسطوة النفوذ الأمريكي، لكن حقائق واقع العلاقات لم تكن تبرز أي إقرار لمصالح عربية تكون مهددة أو ذاهبة تحت وطأة نفوذ آخر.. ربما كان قد حسّن السمعة في العلاقات آنذاك أن الوجود الأوروبي قبل منتصف القرن الماضي كان وجوده احتلالاً داخل عدد ليس بالقليل من دول العالم العربي، في حين أتى النفوذ الأمريكي وكأنه نموذج علاقات مصالح.. وهذا حسب واقع ما كان يحدث لم يكن صحيحاً..

ولعل أبرز شاهد في ذلك هو كيف أن الوجود الإسرائيلي الحديث الولادة آنذاك ما كان يمكن أن يحظى باستمرارية الوجود بل وتوالي تطوير مخاطر القدرات لولا وجود جزالة الحضانة الأمريكية لمهمة توالي البناء الإسرائيلي المحدود مساحة وسكاناً لولا ضياع نفوذ العالم العربي.. ووجود شواهد ظلم تتمثل بفلسطينيين مشردين.. فقراء عن واقع مساكنهم..

نحن الآن وعبر ما نُشر في صحافة يوم أمس السبت من أخبار سوف نمرّ على مدى أسبوع بتوالي زيارات لوزير الخارجية الأمريكية لعدد من دول الشرق الأوسط في أولويتها الدول العربية.. وبالذات المملكة.. هذا الآن الراهن.. وعبر جزالة ردود الفعل لموقف المملكة من عضوية مجلس الأمن وما أعلنته من وجهات نظر تاريخية بأنها غير قابلة أساساً لكل المواقف من الحقوق العربية الشرعية الضائعة أمام تعدّد التجاوز الإسرائيلي، وتجاوز المخالفات غير المنطقية لحقوق الفلسطينيين الذين حين أخذ الإسرائيليون مشروعية ما ليس لهم كان يجب أن يحصل الفلسطينيون على مشروعية ما هو لهم..

هذا مجرد نموذج لنوعيات تجاهل الحقوق العربية وفرض تسمية حقوق لجانب ليس له أي مشروعية فيها.. ثم نأتي إلى مواقف دولية كثير منها لا يذهب بشعوب العالم نحو جزالة استقرار ومؤكدات ضمان حقوق، حيث تأتي النتائج وكأن ما هو يأتي من مواقف لدول العالم الثالث ليس إلا مجرد وسائل متعددة التغيير من قبل الدول الكبرى..

أخيراً.. في هذه الرؤية الواقعية وعبر عشرات الأعوام هل ستكون جولة وزير الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع إيجابية بتصحيح خللها التاريخي.. أم أن الأمر لن يتجاوز تمرير رؤية غيرهم في حقائق سلبياتهم؟..