القيادي السابق في laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; يرى أن laquo;خطاب رابعة التحريضي نشر فلسفة الدمار والدماءraquo;

القاهرة - عبدالجواد الفشني

أكد القيادي السابق في laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; ناجح إبراهيم، ان laquo;مصر دخلت مرحلة الهجمات المسلحة والسيارات المفخخة، والتي تعد أخطر مراحل الصراع بين الإسلاميين والدولة، والذي قد يعيد الإسلاميين مرة أخرى إلى فترة التسعينات من القرن الماضي ويعيدهم إلى طائفة الإرهابraquo;.
وشدد في حوار مع laquo;الرايraquo; على أن laquo;الخطاب التحريضي الذي انتشر في اعتصام رابعة العدوية، ساهم في زيادة السيارات المفخخة، وأن عزل الرئيس السابق محمد مرسي نشر فلسفة الدمار والدماء بين أطياف الحركة الإسلامية المصرية، واستعد الآلاف، بمن فيهم الأطفال والنساء، ليكونوا ضمن مشروع شهيد من دون أن يدركوا أن هذه الدماء أغلى من كل كراسي السلطةraquo;.
وفي ما يلي نص الحوار:


bull; ما فائدة عودة السلطة بالعمليات المسلحة والضحايا؟

bull; كيف ترى تصاعد مسيرات واحتجاجات أنصار مرسي بداية من احتفالات ذكرى حرب 6 أكتوبر، خصوصا مع تشكيك الإسلاميين؟
- ذكرى السادس من أكتوبر، من أهم روافد التدين والتضحية في السبعينات، وضخ روح العزيمة في شرايين الشعب المصري، وحب الشهادة في سبيل الله والبذل والفداء وحب الأوطان، والأمل في غد أفضل بعد أن كادت هذه المعاني تندثر. فنصر أكتوبر لا يمكن نسبته إلى شخص الفريق سعد الدين الشاذلي أو تشويه صورة عبدالناصر أو السادات أو الجمسي أو أبوغزالة وعبدالمنعم خليل ومحمد عبدالقادر حاتم.
فنصر أكتوبر صنعه الجندي الصغير والقائد الكبير، فلا يقبل من أحد تشويه ذلك الانتصار بهدف تحقيق دعاوى سياسية أو حزبية.
فهل يمكن للإسلاميين أو اليساريين أو غيرهم من التيارات إنكار اللواء عادل يسري الذي حارب بساق مبتورة 8 ساعات، والمقدم باقي زكي المسيحي صاحب فكرة هدم خط بارليف بمدافع المياه.
واللواء الحسيني عبدالسلام الذي أحضر الطلمبات الألمانية التي دمرت الساتر الترابي واللواء مجدي شحاتة الذي قضى 200 يوم خلف خطوط العدو لقطع الإمدادات عنه، والأسد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال التي أذلت الإسرائيليين. كما لا يمكن محو التاريخ العسكري بخطأ سياسي حتى وإن كان فادحا فلا يقصي أحد مبارك الذي أقصى الآخرين من نصر أكتوبر وعلى الجميع التفرقة بين مبارك قائد الطيران ومبارك الرئيس الفاسد، ولهذا أرفض الهجوم على هذه الذكرى والمسيرات التي خرجت خلال الاحتفالات.


bull; ما تعليقك على التفجيرات التي تتم في مناطق حيوية بمصر في الفترة الأخيرة؟
- لم يكن مفاجأة لي ولا لكثيرين من المختصين بالشأن الإسلامي استخدام السيارات المفخخة للتخلص من أركان النظام الحالي أو الخصوم السياسيين، خصوصا أن البداية كانت معلومة منذ محاولة استهداف موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ما كشف وقتها دخول مصر مرحلة السيارات المفخخة. وهي أخطر مرحلة في مراحل الصراع بين الإسلاميين والدولة المصرية، والذي قد يعيد الإسلاميين إلى مرحلة التسعينات ويدخلهم، سواء أرادوا أو لم يريدوا في طائفة الإرهاب، وينقلهم بفضل السيارات الملغومة من دعاة إلى الله وهداة إلى الحق إلى خانة الإرهاب والتفجير.


bull; ما السبب الذي يؤدي إلى وقوف مصر على أعتاب مرحلة السيارات المفخخة والتفجيرات العشوائية؟
- الأسباب عدة ومتنوعة، أبرزها ذيوع وانتشار فكر التكفير في مصر بعد ثورة 25 يناير، حيث بدأ بتكفير الليبراليين واليساريين ثم انتقل إلى رجال الجيش والشرطة، وإلى بعض شيوخ الأزهر، ثم انتقل إلى حزب النور. فضلا عن كل من يختلف مع أي طيف إسلامي في أي موقف سياسي لا يحتمل الكفر والإيمان، مع اختلاف درجات التكفير والتخوين من جماعة لأخرى، بما يكشف مخالفة للمنهج الإسلامي الصحيح، فالصحابة والتابعون لم يكفروا الحجاج بن يوسف الثقفي رغم قتله لبعض الصحابة وقصفه الكعبة.
الإسلاميون تجاهلوا أن كل من يكفر المسلمين لابد أن يتلوث ثوبه بدمائهم عاجلا أم آجلا. فالتكفيريون لم يتورعوا عن قتل أعظم أئمة الدعوة والهدي مثل علي بن أبي طالب والشيخ الذهبي ومئات الجنود الفقراء المسلمين في سيناء، وهم يتناولون الإفطار في رمضان، وقاموا بتفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ في مصر، وتفجيرات الرياض 1 و 2 والدار البيضاء في المغرب وعشرات التفجيرات في باكستان والعراق، وبعضها كانت في مساجد وأخرى كانت في أسواق وهم السبب في إنهاء الخلافة الراشدة.


bull; هل هناك علاقة بين الأحداث التي جرت في ميداني رابعة والنهضة وبين تصاعد التهديد بالتفجير وسيطرة لغة التكفير والتخوين؟
- بالتأكيد، فهناك علاقة وثيقة بين ما يجري الآن على الأرض وبين ما جرى من أشهر على الفضائيات وعبر الميكروفونات في ميداني را

بعة العدوية والنهضة ولغة الخطاب التي كانت منتشرة آنذاك. فالخطاب الذي كان موجودا في رابعة كان خطابا للحرب، استلهمت بعض مفرداته من خطاب الحجاج بن يوسف الثقفي من تهديد بقطع الرؤوس بما يختلف تماما مع خطاب الرسول، (صلى الله عليه وسلم) الذي أمره الله بالعفو والصفح في 19 آية من آيات القرآن الكريم لدرجة أن الخطاب ربط بين عودة مرسي وبين يوم بدر، بما يمثل خلطا بين الغيبي الذي لا يعلمه إلا الله بالبشري، فيدعي أن الملائكة نزلت في رابعة.
فعزل مرسي نشر فلسفة الدمار والدماء بين أطياف الحركة الإسلامية كلها، واستعد الآلاف بمن فيهم الأطفال والنساء ليكونوا ضمن مشروع شهيد من دون أن يدركوا أن هذه الدماء أغلى من كل كراسي السلطة.
bull; هل ترى أن السلطة المصرية وقعت في خطأ أثناء فض اعتصامي laquo;رابعة العدويةraquo; وlaquo;النهضةraquo;؟
- طريقة فض الاعتصامين لم تكن حكيمة أو احترافية ولم تتدرج في استخدم القوي بالبدء في الترغيب والترهيب والكر والفر مع المعتصمين والاقتراب عن بعد وغيرها من الوسائل المتدرجة. ولكن تم استخدام القوة المفرطة غير المتدرجة، ما أدى إلى مقتل أعداد كثيرة وجرح الآلاف، وكان يمكن فض الاعتصام بطريقة أفضل من ذلك، ولكن هذه الدماء كلها ولدت شحنات قتالية ومتعاقبة من الغضب تصاحبها عادة نوبات تكفير وتخوين تحتاج إلى وقت لعلاجها في القلب والعقل والمشاعر.