rlm;محمد السيد سليم

في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ الصين قام الارهاب المتمركز في اقليم سينكيانج بأول عمل له خارج الاقليمrlm;,rlm; بل في أهم ميدان في بكين وهو ميدان السلام السماوي المشهورrlm;.rlm; ولأول مرة في تاريخ الارهاب يقوم

الارهابي باصطحاب وقتل زوجته وأمه في العملية الارهابية. فبعد أن كدس الارهابي سيارته بالركاب, دار علي محطات البنزين في بكين لشراء جراكن من الوقود, ثم قاد السيارة وقام بتفجيرها في تجمع للسائحين في الميدان مما أسفر عن مصرع سائحين اثنين وبالطبع قتل من كانوا في السيارة. عمل لايتصف بأي خلق من أخلاق الاسلام بل بأي صفة من صفات البشر ضحي فيه الارهابي ليس فقط بنفسه ولكن أيضا بأمه وزوجته ربما دون أن يعلما أنه اصطحبهما الي المحرقة لتضليل الشرطة, ودون أن يعلما بالمصير الذي كان يقودهما اليه.
وقد حرص الارهابي علي ملء السيارة بالبنزين حتي يكون الاشتعال هائلا ومفزعا. وقد نجحت الشرطة الصينية بسرعة في القبض علي من عاونوا الارهابي في سينكيانج, وأعلنت بعدها أن الارهابي ينتمي الي الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية, وهو اعلان يصيب كل مسلم بالأسي لاستعمال الاسلام في القيام بمثل هذا العمل المنافي لخلق الاسلام. وفي يوم وصولي الي بكين للمشاركة في منتدي بكين الذي تقعده جامعة بكين سنويا, أعلنت الصين رسميا أن الارهابي ينتمي الي الحركة الاسلامية لتركستان الشرقية التي تسعي الي فصل المسلمين اليوجور عن الصين, كما هي عادتهم, حيث يسعون الي الانفصال عن العالم وليس التكامل والعمل معه. وقد علمت في أثناء زيارتي لبكين أن الرئيس المعزول مرسي سأل الرئيس الصيني السابق هو جينتاو( حينما زار الصين) عن معاملة الصين لمسلمي سينكيانج اليوجور, مما أثار استياء الرئيس الصيني السابق لأنه يعد تدخلا في شئون الصين الداخلية, ومثل هذا التدخل هو خط أحمر في سياسة الصين. ولما كنا نحمل هما مماثلا في مصر للهم الصيني, ويمكن لمصر والصين أن يقوما بدور في تحجيم هذا الارهاب, فقد طلبت أن ألتقي مسئول الحزب الشيوعي الصيني عن المنطقة العربية لكي أتناقش معه عن الأوضاع في مصر, وموقف الصين من ثورة30 يونيو, في ضوء العمل الارهابي الذي ضرب العاصمة الهادئة. وفي الفور, وبعد تدخل كريم من سفير مصر في بكين, وافق جيانج جيانهوا, المسئول عن القسم الدولي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني علي المقابلة مع أعضاء قسمه.
وكان هناك اتفاق في النقاش علي أن مصر والصين في سفينة واحدة تتعرض للارهاب المسلح المتستر بالدين بما في ذلك الارهاب الناعم الذي يمارسه بعض الاخوان في شوارع مدن مصر, وأن ماحدث في بكين لايختلف كثيرا عما يحدث في تلك الشوارع. حيث شاهد المسئول الحزبي مجموعة الصور التي تظهر العنف المسلح الذي استخدموه وقتلهم ضباط الشرطة بكل دم بارد مما يؤكد أنه علي القاهرة وبكين أن تتعاونا للقضاء علي هذا الارهاب. كان تقديري في أثناء النقاش هو أن مستوي التعاون المصري الصيني الراهن لايرقي الي مستوي التحدي الارهابي الذي تواجهه مصر والصين. فقد اكتفت الصين بعد ثورة30 يونيو بالاعلان عن أنها تحترم اختيار الشعب المصري, ولكنها قامت بفرض حظر جزئي علي السياحة الصينية الي مصر, كما جمدت استثماراتها في مصر بدعوي الموقف الأمني.
قلت للمسئول الصيني الكبير أنه يتعين علي الصين أن تقلع عن سياسة عدم التدخل في الشئون الداخلية طالما يتدخل الآخرون. فقد اتبعت الصين تلك السياسة في الحالة الليبية مما أفسح المجال لحلف الأطلنطي لتدمير ليبيا وخسارة الصين استثمارات قيمتها18 بليون دولار. بينما حينما أعلنت بوضوح وتصميم موقفها في الأزمة السورية استطاعت, مع روسيا, أن تحجم التهديد الغربي لسوريا, بل أن تحفظ مصالحها العربية. فلو نجح التدخل الغربي في سوريا لامتد الي الصين نفسها فيما بعد. ومن ثم, فاللحظة الحرجة الحالية في حاجة الي موقف صيني واضح وقوي. وهذا الموقف لو تأخر لن يكون له قيمة خاصة في ضوء الضغوط الأمريكية علي مصر. ولابد أن يشمل الدعم الصيني زيارة عالية المستوي لمصر تعلن عن دعم الصين لمصر الجديدة. قلت لمسئول الحزب الشيوعي الصيني ان مصر آمنة أمام السائحين, وأولادي قضوا إجازات عيد الأضحي مع السياح في الغردقة وشرم الشيخ. فهل يصبح العمل الارهابي في قلب بكين مبررا لمنع الدول الأخري السياحة الي الصين؟ بالعكس حينما ذهبت الي ميدان السلام السماوي وجدته يعج بالسائحين, والشرطة الصينية تراقب الموقف عن بعد.وهذا مايحدث في مصر. فالعمل الارهابي ليس مبررا لوقف عجلة الاقتصاد, وقطع أرزاق من يعملون بالسياحة. علي الصين أيضا أن تنشط بل تزيد استثماراتها في منطقة ساحل خليج السويس وعلي طول مصر كلها. فزيادة فرص العمل لشباب مصر من شأنه إضعاف نار الارهاب بين الشباب المتعطل عن العمل.
ولابد أن تعمل الصين أيضا علي اعطاء التسهيلات للصادرات الصناعية المصرية اليها. فلا يمكن تصور استمرار الخلل الفادح الحالي في الميزان التجاري المصري-الصيني, فقد بلغ حجم الميزان سنة92012 بلايين دولار منها1.5 بليون دولار فقط صادرات مصرية, علما بأن هذا الميزان كان حتي سنة1981 لمصلحة مصر, أي سنة وصول مبارك للسلطة. لانريد من الصين أن تستورد من مصر دون حاجة, ولكن نريدها فقط أن تعطي الصادرات المصرية التسهيلات التجارية التي تعطيها لدول أخري, ولو بشكل مؤقت. كما نريد من الصين أن تعيد تنشيط مشروعات التصنيع الحربي المشترك مع مصر في ضوء تجميد الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية. وعلي المدي البعيد, فانه يحمد للقيادة الصينية الجديدة التي يمثلها الرئيس شي جين بنج, أنها طرحت لأول مرة مشروعا من ست نقاط لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي. ولكن هذا المشروع في حاجة الي خطة اجرائية لتنفيذه. وعلي المستوي المصري يحمد للصين أنها زادت من دعمها لمراكز البحث في الدراسات الصينية بمصر, كما هو واضح من انشاء مركز الدراسات المصرية الصينية في جامعة حلوان ومن انشاء معهدين لتدريس اللغة الصينية باسم معهد كونفوشيوس ولكنها تظل بحاجة الي مزيد من تلك الجهود لأن تلك الجهود هي التي تنشيء البنية التحتية للعلاقات. وأتصور أن مصر بحاجة أيضا الي تجنيد كل المتخصصين فيها في الدراسات الصينية لتكثيف الحوار مع النخب الصينية حول مستقبل العلاقات بين مصر والصين, خاصة أن مصر هي قلعة الدراسات الصينية في الوطن العربي, كما أن فريق العمل الممثل في سفارة مصر في بكين بقيادة السفير مجدي عامر يقوم بجهد كبير في هذا الطريق, يجب أن يدعمه من يدرسون الصين في مصر.