بسام البدارين


مرة أخرى ضرب العنف الجامعي في الأردن ووجد تلفزيون الحكومة نفسه مضطرا لتقليب الخيارات والبحث في الأوراق.
صديقنا الشاعر والموسيقي والفنان عماد داوود زار جرحى حادثة الهجوم على حرم الجامعة التطبيقية وتحدث لنا عن رصاصة في جمجمة طالب وأخرى في شريان رقبته، وعن ثالثة من الطراز الخارق المتفجر بعثرت قدم أحد حراس الأمن.. كل هذا الدم في جامعة وليس في أفغانستان.
الرصاص من النوع الأهلي والشعبي فبعض الأهالي بلغهم إصابة ولد لهم فإندفعوا ملثمين ومسلحين يعاقبون الجامعة نفسها ويطلقون عليها الرصاص في الوقت الذي تجتمع فيه الإدارة لتناقش بناء كلية للطب من أجل أولادهم.
سألت وزير التعليم العالي العالم الفاضل أمين محمود: لماذا لا نرى الرصاص والهراوات والملثمين والعنف الشديد في محيط وداخل جامعات مثل الأردنيةrsquo;واليرموك؟
في محيط الجامعة الأم بالعاصمة عمان يمكنك مشاهدة صبية في عمر الوردة تبيعك ساندويتشة الشاورما مع إبتسامة ساحرة لتكتشف أنها إبنة عائلة أو عشيرة محترمة وطالبة متفوقة في كلية العلوم.
ويمكنك الحصول في بعض محطات الوقود على خدمة مميزة من طالب في السنة الرابعة لكلية الطب.. ما الذي يمنع القتل عن بعض الجامعات ويعززه في أخرى في نفس البلد والبيئة.
إقترح الوزير أن هذه مسألة تستوجب التأمل والتعمق فعلا لكني أقولها بصراحة إنها بإختصار وببساطة العصبية الجغرافية والعشائرية البغيضة التي تتعزز أحيانا بقرار أمني ورسمي بقصد السيطرة على إيقاع ثبت أنه يفلت من الجميع ويتحول إلى وحش لا يمكن إخضاعه.
قلنا سابقا ونكرر: التغاظي عن هيبة القانون لأغراض سياسية تتعلق بعبور موجة الربيع العربي لا يمكنه أن يكون علاجا ناجحا فالإنحناء للعاصفة أكثر مما ينبغي يدفع الظهر للتقوس وينتهيrsquo;بالشلل والزحف.

هستيريا وشهوة السيسي!

مراسل الجزيرة الشرس في عمان الزميل حسن الشوبكي زرع مثل العشرات على صفحته الفيسبوكية شريط الفيديو القصير بعنوانrsquo;مذيع الجزيرة محمود مراد لم يتمالك نفسه من الضحكrsquo;.
الشريط يظهر سيدة مصرية وهي تمتدح الجنرال عبد الفتاح السيسي بطريقة لا يمكنها إلا أن تثير إلا الضحك، فهي تعترف امام الكاميرا بأنها لم تكن تحب السيسي بل وترتاب به، لكن عندما شاهدته دخلت في ما يبدو بحالة lsquo;إدمان سيسيةrsquo; فهي تنام وتصحو وتأكل وتشرب وتتأمل.. وملامح الرجل لا تفارقها.
السيدة المعنية تتغزل بإعجاب بالسيسي فهي تمتنع تماما عن الأكل والشرب عندما يظهر على الشاشة ولم ينقصها إلا القول: الجنرال هو بنزين حياتي وديزل تدفئتي والطاقة التي تنير أعمدة الكهرباء حول شقتي.
عمليا، لا يمكن توقع إنتاجية فعالة لأي خصم مهم أو مؤثر للسيسي بالعالم ما دام أصدقاء الرجلrsquo;مثل هذه المرأة التي توصف بالعادة في بلادنا بلقب lsquo;مهسترةrsquo; بسبب هستيريا السيسي التي إجتاحتها.
مؤخرا وعلى سبيل المثال لاحظت بان محطات فضائية مصرية مثل القناتين الأولى والثانية وحياة وفراعين والقاهرة والناس تحتفل بالأشرطة الصوتية التي تصدر عن الجنرال السيسي، حيث تكتسب هذه الأشرطة قيمة lsquo;خبريةrsquo; كبيرة في محطات lsquo;الهشك بشكrsquo; المؤيدة للإنقلاب لا تقل أهمية عن القيمة النظيرة لخطابات الظواهري الصوتية على lsquo;الجزيرةrsquo; أو lsquo;سي إن إنrsquo;.
كلاهما السيسي والظواهري إمتلك أسبابا تمنع ظهورهما الفيزيائي، حيث إكتفيا بالصوت الجهوري نفسه الذي يتحدث للناس بإعتباره صوت الحق والحقيقة.. تلك مفارقة مصرية بإمتياز فالجنرال المصري الشهير يطبق قاعدة الزميل خيري منصور التي تقول lsquo;إحتجب إذا إشتهتك النساءrsquo;.
لعل صديقتنا المهسترة التي أضحكت محمود مراد وحسن الشوبكي وقبلها زميلتنا التي كتبت علنا تعرض نفسها كجارية بين أقدام السيسي قدمتا مبررا لإحتجاب السيسي فيزيائيا.. لعله فعلا سحر الزعامة في بلد اللامعقول مصر، حيث لكل زعيم مواصفات معروفة سلفا أولها وأبرزها الإحتجاب.

تهديد خلفان للاخوانجية

فضائية دبي إحتفلت بان عرضت عدة مرات لقطات حفل تنصيب الجنرال ضاحي خلفان نائبا لمدير الأمن الوطني في الإمارة، بعد تعيين مدير جديد للشرطة.
الجنرال المخضرم الذي كشف عملية الموساد ضد القيادي المبحوح في أحد فنادق دبي، ثم تدفق خصما شرسا ضد الاخوان المسلمين خطط جيدا للإحتفال بالمناسبة السعيدة الجديدة فأول رسالة على تويتر خطها الرجل إحتفالا وجهت لمواقع إلكترونية اخوانية صفقت لإبعاد الخصم الشرس للجماعة.
خلفان تحدث مع الاخوان على طريقة القبضايات: ويلكم..لا زلت عدوكم وشرح الرجل أن ما حصل معه عبارة عن ترقية وليس إبعادا، متوعدا من أسماهم lsquo;الاخوانجيةrsquo; قائلا: lsquo;ابشركم انا في القيادة العليا للشرطة والأمن العام ولا مفر لكم منيrsquo;.
هذا التعليق يظهر الجنرال الإماراتي غاضبا من الاخوان المسلمين إلى حد كبير بصراحة أنا شخصيا كمواطن عربي لا أعرف لماذا.. سؤالي للسيد خلفان: إنت زعلان ليه من الاخوانجية؟ هم عملوا إيه ليك أو لدبي؟
أتحدث بصراحة: نفسي أعرف ما الذي يغضب الأخوة في دبي من الاخوان المسلمين ما دام عددهم لا يزيد عن 50 شخصا؟
أفهم أن تهاجم فضائياتrdquo;الهشك بشكrsquo; المصرية الاخوان المسلمين بسبب قوة تأثيرهم وكثرة عددهم أو أن يخشاهم النظام السياسي في الأردن.
لكن في دبي لا أفهم أسرار غضب خلفان، الذي قال فيه الاخوان المسلمون بالمناسبة ما لم يقله مالك في الخمر.
تعلمنا في المهنة بان الرواية ينبغي أن تكون صلبة ومقنعة.. دون ذلك تتكرس كرواية متهالكة، وعلينا نحن جمهور المستمعين العرب أن نفهم أسباب الغضب من جزء منا، مع إدراكي مسبقا بأن الكثير من الاخوان المسلمين ليسوا ديمقراطيين ولا يخططون للديمقراطية.