مطلق سعود المطيري


السيسي جندي مصري تربى على أن مصر أم الدنيا التي تفخر بأولادها المخلصين، وكل يوم بل ساعة تحكي هذه الأم الطيبة حكاية من حكايات معاناتها التي بدأت تتعاظم وتتكاثر بسبب اولادها الذين لم يؤمنوا بأنها أم الدنيا، وسخروا من أمهم الطيبة كثيرا لدرجة أن وصفها كاتب من ابنائها: quot;مصر مش أمي مصر مرات ابويquot; فبكت الام المسكينة على حالها ونكران اولادها لها، ما يفعله الابناء من انحرافات تدفع ثمنه الامهات، والام الحنون مهما طالت معاناتها واشتكت من عقوق ابنائها فلا بد ما يأتيها الانصاف من رب السماء، فالسيسي رحمة إن شاء الله نزلت على مصر لتخلصها من العقوق والجحود والمتاجرة بشرف الانتماء.

هذا الجندي المصري الشريف عرف قدر أمه العالي وعز عليه ان توضع في مكان يحط من منزلتها، فحرك إرادته وشجاعته باتجاه كل من اراد ان تكون غيرة الابناء على شرف الام موضوعا في المدارس وحسب غيره لا تحمي الام في الشارع ولا تنص عليها مادة في الدستور، وتصبح اما فقط في شهادة الميلاد: مكان الميلاد مصر، وأين وجود هذا المكان الغائب عن الضمير والوعي، لا يعرف أحد أو لا يريد ان يعرف، فمرة يتم مناداتها في انقرة ومرة في قناة الجزيرة، ومرة في واشنطن حتى اصبح مكانها في كل مكان ينزل من قدرها، فعندما تحرك جنود مصر لرفع شأن امهم سمى البعض هذا الامر بالانقلاب! وقد يكون، وإن كان فهو انقلاب على العقوق، انقلاب على الضياع وانقلاب على الجريمة.

السيسي قد يترشح لرئاسة مصر وقد لا يترشح، والانتخابات منافسة وصراع وفوز وخسارة، مرشح يملك برنامجا سياسيا وتنمويا فعليا وواقعيا، ومرشح يملك حنجرة حديدية وبرنامج خشبي يحترق من أول شرارة، اما المرشح المحتمل السيسي فيملك بره بأمه وتطويع ابنائها الجاحدين لها ليكونوا عنوانا صالحا للأرض والخبز والأمن، هذا في مصر، أما في العالم العربي الذي يتمزق ذلا وحسرات ومؤامرات، فوجود ابن عربي مخلص في مقدمة الصف العربي سيكون دليلا على ان الجسد العربي العليل بدأ يتعافى، فمشروع الرئاسة في مصر ليس مشروعا خاصا بمصر بل بالعرب جميعا، وقائد مصر في المستقبل سيكون علامة فارقة في رسم خريطة التحالفات السياسية في المنطقة، فمصر لن تكون عربية ومؤثرة الا باعتبارها العربي فإن سقط الاعتبار ستكون دولة ملحقة بتحالف خارجي وليست دولة صانعة تحالف وسيدة لموقفها، من هذا المنطلق يكون الحرص على المؤسسة العسكرية المصرية واجبا قوميا عربيا تمليه مستويات التحديات المفروضة على امة الضاد، فقد خسر العرب الكثير ومازال حساب الخسائر مستمرا، فرفع مشروع السياسة العربية الموحدة يحتاج لجنود يعرفون مكانة أرضهم وانتمائهم القومي، والجندي المصري كما في الأثر quot;خير جند الأرضquot; فلا تصلح الأمة العربية الا بأخيارها..