&تركي عبدالله السديري

تبدأ اليوم القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية؛ وهي فرصة حقيقية للتشاور والحوار بين الدول النامية والمتشابهة في تاريخها وثرواتها، فأغلب الدول العربية وأمريكا اللاتينية تعتمد على ثرواتها الطبيعية مثل البترول والمعادن، وكذلك أغلب الدول العربية عانت من فترة عدم استقرار بفعل الثورات والإيديولوجيا السياسية المتوترة، التي كان أغلبها أفكاراً يسارية، وتأثرت بها أيضاً دول أمريكا اللاتينية.

لكن رغم تلك الثورات والتي صنعت حالة عدم استقرار وانعكست أيضاً على تزايد الفقر والأمية ظهرت بعض التجارب الناجحة مثل دول الخليج في العالم العربي، والبرازيل في أمريكا الجنوبية، والفضل في ذلك أن هذه الدول وظّفت ثرواتها بشكل اقتصادي، واستثمرت في ثرواتها الطبيعية ولم توظفها لأدوار سياسية شعاراتية.. بمعنى أوضح كانت هذه الدول واقعية وبراغماتية راعت احتياج شعوبها، وحاجة إلحاقهم بدول العالم الأول، وتبنّي سياسات تنموية أكثر جدية بعيداً عن الإنشاء الطويل..

في الماضي كان العرب ودول أمريكا الجنوبية يتنافسون على طول الحديث عبر المنابر الدولية مثل القذافي وكاسترو اللذين كان يمضي كل واحد منهما ساعات طوال في إلقاء كلمته.. ولكن الزمن اختلف اليوم بعد أن أدرك الجميع قيمة التنمية والعمل على تأسيس قواعد اقتصادية من جامعات ومصانع من أجل تنمية مستدامة في عاصمة النجاح الاقتصادي مدينة الرياض التي شهدت انطلاق الكثير من المشاريع التاريخية الطموحة، والتي تنتظر طرحاً جاداً لتعزيز اقتصاديات الدول النامية..