رائد صالحة

&&كشف احتجاج لوكالات الاستخبارات الأمريكية على ميزانية ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما لعام 2016 الأرقام الحقيقية لما يدعى بالميزانية السوداء التى تغطى نفقات برامج التجسس في 6 وكالات فيدرالية ووكالة المخابرات المركزية ومكتب الاستخبارات الوطنية.


وشملت ميزانية ادارة اوباما نحو 53.9 مليار دولار لتمويل برامج التجسس ولكن وكالات الاستخبارات المختلفة لم يعجبها هذا الرقم وطالبت بزيادة 3 مليارات دولار رغم حصولها على ميزانية أقل في السنوات الماضية لم تتجاوز 52.7 مليار دولار.
ويعكس هذا الرقم تزايد المخاوف من قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة في الشرق الاوسط وتبعات الانسحاب الأمريكي العسكري من افغانستان وحرص الوكالات الاستخبارية على تنفيذ المزيد من المهام لردع التهديدات المحتملة من تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.


وقال مكتب الاستخبارات الوطنية في طلب زيادة التمويل ان الأحداث العالمية في العام الماضي قد اثرت على عدد وتعقيد التحديات التى تواجه الامن القومي ومصالح الولايات المتحدة الحيوية في جميع انحاء العالم كما ان ميزانية 2016 تدعم أهداف الولايات المتحدة للامن القومي ومواقف مجتمع الاستخبارات لتلبية متطلبات المستقبل والتكيف وإعادة التشكيل للعمليات الاستخبارية لاقتناص الفرص الاستراتيجية لسنوات قادمة .
وفسّرت وكالات الاستخبارات طلبها لزيادة الميزانية السوداء من اجل القيام بتحسينات من ضمنها توسيع قدرة 17 وكالة أستخبارية في الحكومة الأمريكية على تبادل المعلومات بشكل أفضل وآمن مع بعضها البعض.
ووافقت ادارة اوباما على مطالب وكالات الاستخبارات وطلبت من الكونغرس الموافقة على زيادة التمويل بالقول ان زيادة التمويل ستسمح للوكالات المعنية بتطوير استخدام التكنولوجيا الحديثة وطرق جمع البيانات وتوفير الانذار البكر والتاكد من عدم ترك الجواسيس خلفهم اى تطورات تقنية يحتاجونها في عملهم.
وتصنف الحكومة الأمريكية المعلومات المتعلقة بميزانية وكالات الاستخبارات تحت قائمة السرية الكاملة ولكن « القدس العربي « تمكنت من الحصول على هذه المعلومات جراء «الافصاح غير المقصود» حول تفاصيل العمليات الجارية بين الوكالات.
وقد تبين من خلال قراءة لبيانات ووثائق الوكالات الاستخبارية المتزامنة مع النقاش حول ميزانية 2016 ان الاموال المخصصة للتجسس او ما يدعى «الميزانية السوداء» هي في الحقيقة مدرجة تحت بند «مبالغ غير محددة لعمليات لدعم الجيش الأمريكي في الخارج « كما يمكن التوصل لبعض هذه الأرقام من وثائق البيت الابيض تحت بند النفقات العامة.
وقد سرب المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي ادوارد سنودن الميزانية السرية لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» لعام 2013 ووثائق تسلط الضوء على أجهزة الاستخبارات وعملياتها السرية، وقد تبين من هذه الوثائق ان الوكالة تحولت إلى أكبر وكالة تجسس في الولايات المتحدة بحصولها على ميزانية تبلغ 15 مليار دولار وزيادة نسبة العاملين فيها بنسبة 25 في المئة خلال عقد واحد ليبلغ 21 الفا و575 شخصا خلال السنة الماضية
وتغطي أموال الميزانية أقمار التجسس والمعدات التقنية المتطورة ورواتب الموظفين بمن فيهم المحللون وخبراء اللغات وفك الشيفرة وخبراء الانترنت والتنصت الالكتروني
وتبلغ الميزانية العامة التى طلبتها ادارة اوباما لعام 2016 نحو 4 تريليونات من بينها 8.8 مليار دولار لتمويل جهود الولايات المتحدة لمقاتلة تنظيم « الدولة الإسلامية « ودعم الجيش العراقي وتدريب المعارضة السورية المعتدلة كما تم تخصيص نحو 5.3 مليار دولار لوزارة الدفاع بما في ذلك الاموال المخصصة لتمويل الغارات الجوية في العراق وسوريا.

&
&