&الياس الديري
&

& من باب البحث عما يُطمْئن الناس ويهدّئ روع القلقين على لبنان التركيبة والصيغة والتعدّدية والنظام، قصدته أمس مع ما في الجعبة من هموم وأوهام.


وباعتباره من المشهود لهم برهافة الإحساس والاطلاع الواسع والدقّة في استخلاص الحقائق، طرحت أمامه حزمة من الأسئلة التي تبدأ بـ"متى يصبح للبنان رئيس للجمهورية"، و"ماذا ينتظر الوضع اللبناني المشوّش والدائم الاهتزاز على مفرق إسرائيل ومفرق داعش"، و"إلى أي حدّ يمكن التعامل مع الكلام عن شرق أوسط جديد بجديّة"، من دون إهمال علامات الاستفهام والتعجّب المكدّسة حول الدور الإيراني المتنامي في بعض الدول العربيّة، ومنها لبنان.
بديهي أن تكون الزيارة الجديدة للموفد الفرنسي جان – فرنسوا جيرو لبيروت موضع اهتمام، انطلاقاً من استمرارية الدور التقليدي الذي تحرص فرنسا على ممارسته حيال لبنان عندما تتهدّده مخاطر مصيريّة، أيّاً تكن الظروف والجهات المعنيّة.
صحيح أن باريس لا تملك فانوساً سحرياً ولا تملك القوّة السياسيّة والميدانيّة على غرار أميركا مثلاً، إلا أنها تملك دورها الأوروبي، ومكانتها التاريخيّة، وثقلها في المجتمع الدولي.
وحين يصل موفدها إلى بيروت تشعر العاصمة اللبنانيّة للحال بأن الأم الحنون تحتضنها، ولن تتخلّى عن واجبها تجاه هذا الولد الذي لا يشبّ عن الطوق والذي يُدعى لبنان.
أما ما تبقّى من أسئلة القلق، فضلاً عن جعبة الهواجس والمخاوف الإسرائيليّة الداعشيّة التخريبيّة، فمن المفيد التطلّع بهدوء وتبصّر إلى ما يدور في بعض الدول العربيّة، وتحديداً في سوريا المحاذية حدودها لحدود لبنان، بل المتداخلة إلى أبعد من الحدود وأعمق.
بلى، إيران تتدخّل في شؤون لبنان وشؤون سواه من الدول العربيّة. وهي تسعى إلى الزعامة، بل إلى الدور الأوّل في المنطقة. وتحت منظار أميركي ودولي، في إمكانه إحصاء حبّات الرمل التي تبسط طهران نفوذها عليها.
غير أن الدول الكبرى المؤثّرة فعلاً ليست غائبة عما يحصل، سواء بواسطة حلفاء طهران أو عبْر التنظيمات الإرهابيّة مثل "داعش" و"النصرة" مثلاً.
إلا أن كل شيء في حسبان.


وبقاء لبنان حتى اللحظة بلا رئيس للجمهورية لا يعني أن المنصب الرئاسي سيبقى فارغاً إلى الأبد.
كما لا يبرّر القول إن إيران ستسيطر على المنطقة. أو أن "داعش" سيلتهم العالم العربي.
إنما الأمور، والقرارات، والنهايات، والبدايات، مرهونة كلها جميعها بأوقاتها.
ثمة استحقاقان يتقدّمان الاستحقاق الرئاسي في لبنان: الاتفاق على النووي الإيراني، ثم الانتخابات في إسرائيل.
احتفظوا برهاناتكم للوقت المناسب، ابتداءً من مطلع نيسان.
و"الباقي كله يتساوى"، كما يُنبئنا الشيخ سيّد درويش.
&