عبدالعزيز السويد

لا تعني سهولة استدراج صغار الشباب إلى العمليات الإرهابية الانتحارية، إلا نقصاً في المناعة الفكرية والمعرفة العميقة بالعقيدة وعصمة الدماء.

&

للإرهاب أسباب لا يمكن حصرها في سبب واحد، إلا أن «الفكر المتطرف» هو القائد والمجند للعناصر، يخرج شاب في أوائل العشرينات من الرياض إلى المنامة ليمكث يوماً واحداً، ثم يذهب فجر الجمعة إلى الكويت ليفجر عشرات من المصلين في صلاة الجمعة.

&

إن وضع الشباب السعوديين غالباً في الواجهة كأدوات منفذة، كما أنه يثير الريبة والاستغراب، له أسباب، منها الهشاشة الفكرية. نقص المناعة هذا يجب العمل على معالجته بطرق جديدة، إذ إن الطرق التقليدية في المناصحة والاعتقال ليست كافية، بدليل الآثار التي أنتجتها عاصفة «داعش» الترويجية، استخدم «داعش» وسائل التواصل والإعلام الجديد للدعاية، وساعده بحث وسائل الإعلام العالمية عن أسبقية الخبر، ولا شك في أن لهذا أثره، لكنه ما كان ليكون لولا وجود أرضية خصبة في ذهنية المتلقي. وفي معرض التفسير لا التبرير، لا يمكن إغفال التغذية السلبية لأخبار الجرائم التي تقوم بها الميليشيات الطائفية في العراق وسورية، هذا إذاً يعني اقتران الإرهاب بالطائفية في حال الشرق العربي، لكنه في بلدان عربية أخرى يفجر ويقتل من دون ذرائع طائفية، كما حدث ويحدث في تونس وليبيا، فلا طوائف هناك، بل أحزاب وصراعات على السلطة.

&

ما يعنينا في المقام الأول هو كيفية تحصين صغار الشباب من سهولة الاستدراج والاستخدام، القادة للمجموعات الإرهابية هم دائماً في الظل، فيما تعلَن الأدوات المستخدمة بالاسم والصورة، ولهذا هدف واضح. لقد أعلنت البحرين أن العراق يصدر لها الإرهاب، والبحرين لم تعلن ذلك للاستهلاك الإعلامي، بل لوجود مضبوطات من عناصر ومتفجرات يجري تهريبها وتغذية إعلامية.

&

كل فعل أو قول يغذي الطائفية يغذي الإرهاب، وكل فعل أو قول يغذي الإرهاب يغذي الطائفية، هذه الحقيقة هي ما يحتم على العقلاء الوقوف عندها، وعدم ترك المشهد للمتطرفين من الجانبين.
&