&أحمد الجروان

&

&

&

&

&

&أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية مدينة عدن مدينة محررة، وتمكنت القوات الموالية للحكومة أمس، من السيطرة على آخر معاقل ميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في أحياء كريتر والتواهي، على رغم سماع إطلاق نار متقطع جراء مواجهات محدودة مع جيوب متبقية لمسلحي الجماعة في التلال المحيطة بالمدينة.

وقال شهود إن مئات السكان الذين فروا من أحياء قلب المدينة في كريتر والمعلا وخور مكسر، عادوا أمس إلى منازلهم، في حين واصل طيران التحالف قصف مواقع للحوثيين شرقي عدن وشمالها في مناطق «العلم والبساتين وساحل أبين والعريش وخط التسعين».

وأعلن نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح من مقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، عدن مدينةً محررة، واعتبر في بيان نشره على صفحته الرسمية في «فايسبوك» أن تحريرها «خطوة لتحرير بقية المحافظات والمدن» من قبضة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح. كما أكد بحاح أن حكومته «ستعمل على تطبيع الحياة في محافظة عدن وسائر المدن المحررة وإعادة تأهيل البنى التحتية والعمل على عودة النازحين، وتأهيل مطار عدن الدولي والموانئ البحرية، واستئناف العملية الدراسية المنقطعة بعد تأهيل المدارس والجامعات».

من جهة أخرى، علمت «الحياة» أن ديبلوماسياً أميركياً رفيعاً التقى في القاهرة أول من أمس (الخميس) قياديين من حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بهدف التوصل إلى اتفاق في شأن انسحاب قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح. وأكدت مصادر في الحكومة اليمنية الشرعية لـ «الحياة»، أن الديبلوماسي اجتمع مع وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي، والأمين العام للمؤتمر الشعبي عارف زوكا، ورئيس الكتلة البرلمانية لنواب حزب «المؤتمر الشعبي» ياسر العوضي، بهدف الاطلاع على نتائج الاجتماع الثلاثي الذي ضم ممثلي الحوثيين وصالح مع ممثلين أميركيين في سلطنة عُمان في أيار (مايو) الماضي.

وأشارت إلى أن الجديد في المحادثات في القاهرة تخلي علي صالح عن القيادة الحوثية تماماً. كما تطرقت المحادثات إلى ضمان خروج آمن للرئيس السابق من اليمن، وتسليم قيادة قوات الحرس الجمهوري للحكومة الشرعية في الأيام القليلة المقبلة.

ودعا زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في كلمة مكتوبة بمناسبة عيد الفطر، أنصاره إلى مواصلة القتال، فيما تواصلت المواجهات في تعز ومأرب واستمر طيران التحالف في ضرب مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في صنعاء ومحافظات أخرى.

وذكر شهود ومصادر طبية لـ «الحياة»، أن قوات موالية للحوثيين تتمركز شمالي عدن قصفت أمس مديرية البريقة، وأقدم قناصة على استهداف مدنيين في حي كريتر، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وجرح سبعة آخرين، فيما قالت مصادر المقاومة إن الجيش الموالي للحكومة الشرعية و «اللجان الشعبية» المساندة له، سيطرا كلياً على آخر معاقل الحوثيين في أحياء التواهي وكريتر، وتمكنت من أسر العشرات منهم.

وعلى رغم الهزيمة المفاجئة التي ألحقتها القوات الموالية للشرعية بالحوثيين في محافظة عدن بدعم جوي وبحري من قوات التحالف ضمن عملية عسكرية أطلق عليها «السهم الذهبي»، إلا أن مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها ما زالت تقيم نقاط تفتيش عند مداخل المحافظة وتحاول مجدداً استعادة مواقع لها من جهة الشرق والشمال وتقوم بقصف الأحياء السكنية بقذائف المدفعية وصواريخ الـ «الكاتيوشا».

وكشفت مصادر في المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس هادي، عن أن قوات الجيش التابع للشرعية قتلت عشرات الحوثيين وأسرت المئات منهم، في حين تستعد بعد تأمين محافظة عدن نهائياً، لتنفيذ عمليات سريعة لتحرير مناطق محافظتي لحج وأبين المجاورتين.

واستهدف طيران التحالف أمس قاعدة الديلمي الجوية في صنعاء وسمعت أصوات المضادات الأرضية وتحليق مستمر للطيران الحربي، كما ضربت الغارات مواقع للحوثيين في المناطق الحدودية في محافظتي حجة وصعدة.

وفي محافظة مأرب، أفادت مصادر قبلية بأن مسلحي القبائل وقوات الجيش الموالية لهادي، صدت هجوماً عنيفاً للحوثيين في منطقة مخدرة شمال غربي المدينة، وقالت إن الاشتباكات استُخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة وأدت إلى مقتل سبعة حوثيين على الأقل. وأضافت المصادر أن المواجهات امتدت إلى منطقة «ذات الراء» على بعد خمسة كيلومترات شمال المدينة، كما شملت منطقتي الجفينة والسايلة.

وفي حين تواصلت معارك الكر والفر في مدينة تعز، ذكرت مصادر قبلية في محافظة البيضاء، أن ستة حوثيين على الأقل قتلوا في هجوم لمسلحين قبليين استهدف دورية في منطقة «دار النجد» التابعة لقبائل «قيفة» قرب مدينة رداع.

وحاول اليمنيون في معظم أنحاء البلاد استقبال أول أيام عيد الفطر باصطناع مظاهر البهجة، إلا أنها جاءت على غير المعتاد، بسبب التدهور الأمني والظروف الإنسانية الصعبة الناجمة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية وشحّ الوقود واستمرار الانقطاع الكلي للكهرباء.
&