&لبنان: فرنجية إلى الفاتيكان غداً وأوساطه تشبّه لقاء عون – جعجع بـ «مجزرة إهدن سياسية»

&

الصفدي بعد كرامي يرحّب بترشيح الجنرال... أرسلان لن يصب الزيت على النار... ووهّاب يهنئ

سعد الياس

في ظل صمت مطبق من حزب الله، يستمر التيار الوطني الحر في جولته على القيادات السياسية لإعطاء دفع لترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في وقت يبدو فيه أن الكرة باتت في ملعب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه بري بموازاة تحرك جعجع لشرح هدف مبادرته باعتبارها ليست رداً على الحريري والمملكة العربية السعودية.

وإذا كانت مبادرة جعجع خلقت دينامية في الوسط المسيحي وأعطت انطباعاً أن الأغلبية المسيحية باتت مؤيدة لترشيح عون إلا أن مصادر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية الذي يزور الفاتيكان يوم غد الجمعة رأت أنه «ليس صحيحاً ان اتفاق عون – جعجع يعبّر عن الاكثرية المسيحية الساحقة»، مشيرة إلى «ان هناك شريحة واسعة تتوزع في انتماءاتها بين فرنجية والكتائب والمستقلين والحياديين، وهذه فئة يجب ان يُحسب لها حساب، وعدم اختصارها بثنائية معراب.

وقالت «إن حظوظ العماد ميشال عون لم تتحسن عملياً بعد تأييد رئيس حزب القوات سمير جعجع له، لأن الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لا يزالون يؤيدون فرنجية، ويرفضون التصويت لعون الذي لن يكون بإمكانه الفوز بالرئاسة في ظل هذا الاصطفاف». وأشارت هذه المصادر بحسب ما نقلته معلومات صحافية إلى «ان فرنجية مستعد للانسحاب والوقوف خلف الجنرال، متى حصل رئيس تكتل التغيير والاصلاح على تأييد كاف من القوى التي تستطيع بأصواتها وأوزانها ان تمنحه الارجحية الرئاسية». واعتبرت « ان ما حصل في معراب هو أقرب إلى «مجزرة إهدن» سياسية، تستهدف اغتيال ترشيح رئيس تيار المردة، «وإلا لماذا لم يبادر جعجع إلى ترشيح عون قبل لقاء باريس وقرار الحريري بدعم ترشيح فرنجية؟».

على خط الرئيس بري، فهو اعتبر «أن اللقاء في معراب إيجابي ولكنه غير كاف رئاسياً»، وحافظ رئيسُ مجلس النواب على تحفّظه عن الكلام في تطورات الاستحقاق الرئاسي الذي أخرجته الدينامية الاخيرة على ما يبدو من الثلاجة، فلم يدلِ في خلال لقاء الاربعاء النيابي بموقف واضح من مسألة ترشيح الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون في انتظار اكتمال المعطيات الضرورية. وكما نقل عنه النواب رأى بري «أن لقاء معراب يثبت نظريته أن لا عداوات بين اللبنانيين بل خصومات»، كاشفاً مرة جديدة «أنه كرئيس للمجلس من واجبه أن ينتظرَ بلورةَ الصورة وأن يكون صاحبَ الموقف الاخير في نهاية المشاورات ليبني على الشيء مقتضاه».

تزامناً، فقد شكّل البيت المركزي الكتائبي محور اتصالات في الساعات الاخيرة وتردّد أن رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل التقى سراً في باريس قبل ايام الرئيس سعد الحريري وعاد ليستقبل معاون الرئيس بري الوزير علي حسن خليل، قبل أن يلتقي امس وفداً من التيار الوطني الحر ضمّ وزير الخارجية جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان ورولان خوري.

وشارك في اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم والنائب سامر سعادة. وقال باسيل بعد اللقاء «من الطبيعي ان نقوم بهذه الزيارة لرئيس حزب الكتائب اللبنانية لنحاول ان نستكمل سوياً مشهد الوحدة الذي شاهده اللبنانيون منذ يومين، ولنقول اننا نريد ان يكتمل هذا المشهد وهذه الفرحة بوجود الجميع. هذا حرصنا وهدفنا، وهذا المنطلق الأساسي لإعادة التوازن في البلد، ولإعادة الوحدة على المستوى المسيحي مما يؤسس للوحدة الوطنية ويسهلها».

وأضاف «نحن جد معنيون بأن نصنع اتفاقاً قائماً على أسس سياسية واضحة تسمح لنا بأن نؤدي دورنا الكامل وان نرسي الشراكة الوطنية الحقيقية بشكل لا يستثنى منه احد، ويشعر الجميع بأنه شريك في هذا الوطن وممثل ويقوم بدوره كما يجب، لنتجاوز بقوتنا ووحدتنا كل الظلم والقهر الذي وقع علينا، فرادى أو جماعة، في كل المراحل الماضية. وهذا الموضوع مطلوب ان يتم بمعزل عن الرئاسة لأنه اساس لبناء الوطن من جديد».

وقال «من غير المسموح ان ننغص على الناس المشهد الذين فرحوا به، وفي موضوع الرئاسة يجب ترجمة هذه المبادئ السياسية بعودة فعلية إلى السلطة من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي وصولاً إلى الإدارة اللبنانية. نحن مع الكتائب اللبنانية نأمل ان نسير على هذا المسار بهدوء وترو، فلا احد مستعجلاً لحرق أي مرحلة وصولاً إلى تكوين الاقتناعات اللازمة على المستوى المسيحي والوطني لنصل إلى هذا الهدف. ونحن أكيدون بثباتنا والشيخ سامي بالنضال منذ التسعينات ومع كل الشهداء الذين سقطوا في لبنان، قادرون ان نصل إلى هذا الهدف».

وبعد باسيل وصل إلى مقر الكتائب الوزير بطرس حرب الذي قال «لا نقبل بأن يصبح رئيس الجمهورية عملية ابتزاز، ونتمنى أن يكون الاتفاق في خدمة لبنان».

وشدد على ان «مستقبل لبنان لا نبنيه على أساس الصفقات بل على اساس مبادئ واستقلال وسيادة لبنان». واضاف «إذا كان الخيار محسوماً بين العماد عون والنائب سليمان فرنجية فأنا مع فرنجية».

اما موقف الكتائب فلا يزال غامضاً مع ترجيح عدم تصويته لا للعماد عون ولا للوزير فرنجية إلا بعد جلاء برنامجيهما السياسيين وتقديم نفسيهما كمرشحين توافقيين.

وعلى خط مقابل، وفي ظل الموقف السني المعترض بأكثريته على ترشيح عون والذي يعبّر عنه تيار المستقبل فقد لفت بعد موقف الوزير فيصل عمر كرامي موقف لنائب طرابلس محمد الصفدي الذي رحّب بالتفاهم بين عون وجعجع وقال عنها «إنها خطوة كبيرة على طريق توحيد الموقف المسيحي من ا لقضايا الوطنية وهذا يصب في مصلحة وحدة لبنان».

وفي انتظار موقف النائب جنبلاط الذي تريّث في اتخاذ موقف واضح، فإن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الامير طلال أرسلان وهو الصديق القديم للنائب فرنجية استبق زيارة الوزيرين جبران باسيل والياس بو صعب إلى دارته بالتأكيد أنه «لن يصبّ الزيت على النار وكل ما سيقوم به هو تقريب وجهات النظر».

اما رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب فأجرى اتصالين هاتفيين بالعماد عون والدكتور جعجع وهنأهما باللقاء الذي حصل والذي سينعكس كما جاء في بيان «ايجاباً على الوضع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً»، واكد وهاب «ان لبنان لن يعود إلى عافيته اذا استمرت محاولات استضعاف المسيحيين التي لم تتوقف من الطائف وحتى اليوم».