تركي الدخيل

من أنت طال عمرك؟! سؤال وجهه شاب من على دكانه التجاري، ينشط في كسب رزقه متوجها به إلى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وهو يتفقد سوقا شعبيا في إحدى مناطق المملكة. كان سلطان الضيف الرئيس في المناسبة، وربما يستغرب البعض أن الشاب لم يعرفه، لكن هذا لم يمنعه من أن يجيب على الفور وهو يمد يده ليصافح الشاب: أنا سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رد الشاب: نأخذ صورة معاك، رد الأمير: أبشر. حوار عادي وطبيعي، دل على عفويةٍ رائعة من الشاب، وتواضع جمّ وخلق رفيع من سلطان بن سلمان، تداول الفيديو على نطاقٍ واسع كان بسبب الإعجاب الكبير بهذه الدقيقة المصورة، تعني القرب الاعتيادي بين مسؤول وابن ملك، وبين الناس والتجار وأصحاب المشاريع المتعددة.

لم يُضِرْ أمير وابن ملك، ورائد فضاء، ومسؤول عن السياحة، ووجه إعلامي مألوف، أن يعرف بنفسه.

في مقابل عادة قبيحة، إذ تلتقي بأحد، وتخونك ذاكرتك فيدخلك في امتحان قدرات، ويسألك هو: من أنا؟!

السؤال عن اسم أحدٍ لا يعتبر نقيصةً، على نقيض قول الفرزدق:

وليس قولك من هذا بضائره *** العُرب تعرف من أنكرتَ والعجمُ!

فلنذكّر بأسمائنا في رسائلنا على الجوالات في المناسبات، وفي اللقاءات فالحياة تشعّبت، والصور تتغير، والوجوه تتعدد، ولا ينقص من أحد أن يصافح أحدا ويقول أنا فلان بن فلان.