منار عبد الفتاح

&&تشهد مصر غدا الاثنين الذكرى الخامسة لاندلاع ثورة 25 يناير. اليوم المبهر الذي لن ينساه التاريخ، إذ تبدلت فيه الموازين، وخرج ملايين المصريين لأول مرة ثائرين ضد الظلم والقمع والفساد. ورغم المحاولات الحثيثة التي يبذلها البعض للتشويش أو التآمر على الثورة وشهدائها وأهدافها التي ما زالت تنتظر من يحققها، فان الذكرى تنجح كل عام في فرض نفسها، مهما كانت الظروف والمعطيات. وبغض النظر عن التباين الشديد في الآراء تجاه هذه الثورة، إلا ان هناك اجماعا على انها كانت نقطة تحول تاريخية ليس بالنسبة لمصر وحدها بل وإقليميا ودوليا أيضا.

لكن إلى أين وصلت الثورة في ذكراها الخامسة؟ وهل تحقق ولو بعض أهدافها؟ وكيف تجد ذكرى الثورة إمكانية تحقق مصالحة وطنية شاملة؟ وهل ستشهد ميلاد حراك ثوري جديد كما يعتقد البعض ام انها لن تختلف كثيرا عن سابقتها في العام الماضي؟

وللرد على هذه الأسئلة، اجرت «القدس العربي» هذا الإستطلاع الخاص لشهادات مختلفة من بعض الشخصيات السياسية والقانونية والأمنية .

كمال حبيب:&الثورة تواجه مأزقا

قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية «ثورة 25 يناير تواجه مأزقا، إذ لم يتحقق من أهدافها سوى انها نزعت الخوف من قلوب الناس وأعطتهم سقفا أعلى في التعبير عن آرائهم. كما أصبح لدى الشعب وعي في مراقبة هيئات الدولة المختلفة مثل الرئاسة وأعمال البرلمان وغيرها وهذا يعد جزءا من الاهتمام بالِشأن العام، لان الاهتمام قبل الثورة كان بالشأن الخاص. لكن التحقيق العملي لأهداف الثورة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لم ينجز بعد، والسلطات تحاول ان تعيدنا إلى ما قبل 25 يناير».

وأضاف «هناك قطاع من الإخوان يدعو إلى استعادة الثورة من جديد، ولكن هناك قطاعا تنظيميا من الإخوان الذي يقوده محمود عزت وهو الجيل القديم يحاول طرح صيغة إصلاحية وهي التمسك بالسلمية والبعد عن العنف والثورة، وكأنه يعطي إشارات لمن في السلطة بأن هذا الفريق مستعد للحوار مع الدولة ولكن الدولة في الوقت الراهن غير مستعدة».

احمد ماهر:&الشباب في حالة إحباط شديد

وقال احمد ماهر، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط «نحن نمر بفترة عصيبة وجميع الأهداف التي قامت الثورة من اجلها تواجه نكوصا كاملا، فلا توجد حريات، وهناك تضييق على الحياة السياسية وعلى الحريات الفردية وهناك الكثير من الاعتقالات وعودة لرؤوس الفساد ولتزاوج المال والسلطة، فالوضع شديد الصعوبة ومعظم الشباب في حالة إحباط شديدة، لان المناخ الحالي لم يكن هو الذي حلمنا به ولا الذي خرجت من أجله الثورة».

وأضاف «مفهوم مصالحة الدولة مع الإخوان أصبح يتسم «بالميوعة»، ولا توجد أرضية له، ولكن مصر في حاجة إلى مصالحة مجتمعية وهذا يأتي مع اتخاذ العديد من القرارات التي تنبئ بوجود أطراف الحل».

هيثم الخطيب:&فاتورة الثورة زادت

اما الدكتور هيثم الخطيب، المتحدث بإسم اتحاد شباب الثورة فقال «لم يتحقق شيء من أهداف الثورة بل زادت فاتورة أهدافها بالقصاص للشهداء من كل من أعطى الأمر وقتل ومن كل من طمس الحقيقة وأخفاها عن الرأي العام والقضاء سواء في عهد المجلس العسكري أو محمد مرسي. بل زادت على المطالب الأساسية للثورة العديد من المطالب الأخرى من القضايا الحقوقية مثل الاختفاء القسري ولدينا أكثر من أربعين ألفا من المعتقلين، ومطالب المواطن البسيط التي قامت من أجلها الثورة والتي من أبسطها قضية الفساد والقضاء على انتهاك حقوق المواطن في الشارع من قبل الداخلية».

وأضاف «جناح الإخوان يحاول الدفع باتجاه النزول يوم 25 يناير ومن الواضح انه يريد ان يشرعن تدخله أو وضع شكل جديد مع السلطة القائمة من خلال خروج الناس إلى الشارع، ولكن خارج هذا السياق لا يوجد أحد يدعو إلى النزول في 25 يناير، فلا داعي للقلق الشديد من قبل الدولة».

حازم عبد العظيم:&الثورة عادت إلى مربع الصفر

الدكتور حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، يقول «الثورة عادت إلى مربع الصفر، والشعب كان متفائلا ولكن الثورة انتكست، فالنظام الحالي ضد الثورة ولكنه يتخذ التقية ويحاول إظهار تأييده للثورة، فنظام 2015 هو نظام 2011 نفسه».

وأضاف «الإخوان ضد فكرة وجود دولة من الإساس، ولا بد من التخلي عن فكرة وجود جماعة فوق الدولة ولا بد منهم ان يعتذروا عن الدم الذي تورطوا فيه في يوم من الأيام، فمن الممكن حدوث عدالة انتقالية وليست مصالحة».

وأكد «لا اعتقد بحدوث حراك ثوري جديد، لان النظام الحالي أشرس بكثير من نظام مبارك، ولا يمكن لأي ثورة ان تقوم بخلعه».

ممدوح رمزي:&ثورة عنيفة ودموية

أما ممدوح رمزي، المحامي وعضو مجلس الشورى السابق، فيقول «منذ ثورة 25 يناير حتى الآن لم يتحقق شيء، لانها كانت ثورة عنيفة ودموية، في النهاية هي الثورة تغير نظاما، وهي غيرت نظاما استعبد الشعب 30 عاما، ثم جاءت الثورة الحقيقية، الثورة البيضاء وهي ثورة 30 يونيو فخلعت نظاما دينيا متطرفا كاد ان يدمر البلاد والعباد أيضا، وان كانت ثورة 25 يناير مليئة بالأخطاء فجاءت 30 يونيو لتصويب مسارها وحققت للشعب المصري كل أهدافه المطلوبة حينما اتخذ الرئيس السيسي قرارا مصيريا يوم 3/7 بعزل الرئيس مرسي ونظامه المتطرف، وتم وضع خريطة الطريق بوضع دستور ثم انتخاب رئيس الجمهورية بأغلبية ساحقة ثم مجلس النواب».

وأضاف «لا أتوقع حدوث حراك ثوري جديد، لان مصر تسير حاليا في المسار السليم ولدينا رئيس جمهورية يعمل بلا راحة ليلا نهارا، وما فعله في سنة لم يفعله الذين سبقوه في سنوات لانه حقق قناة السويس الجديدة ومشروع الضبعة النووي الذي لم يتم العمل به منذ أيام عبد الناصر وإصلاح مليون ونصف المليون فدان، فالسيسي حقق ما لم يحققه رئيس من قبل، فلا أتوقع حدوث ثورات أخرى».

احمد سامي:&ثورة من ثورات الربيع العربي

وقال احمد سامي المتحدث بإسم حزب مستقبل وطن «هي ثورة عظيمة وتعد من ثورات الربيع العربي، ومن أهم ثمار الثورة وجود الرئيس السيسي ووجود دستور بإرادة شعبية ومجلس نواب منتخب، وتصحيح مسار العديد من القوانين وبالتالي حققت الثورة أهدافها. وبالنسبة للمطالب الأساسية مثل العيش والحرية والعدالة الإجتماعية التي نادت بها الثورة، فمستوى معيشة المواطنين أصبح افضل من قبل، وتوجد عدالة اجتماعية، ولكن تلك الأشياء لم تتحقق بنسبة 100٪ ولكن هناك تحسنا ملحوظا، وأصبحت هناك عدالة في توزيع الأجور وسوف نجني ثمار الثورة خطوة بخطوة، كما ان هناك تلاحما في مؤسسات الدولة بشكل أكبر وإدماجا للعديد من الفئات في المجتمع، وشاعت ثقة بين المواطنين والشرطة وأجهزة الدولة».

وأكد «ان الشعب المصري أذكى من ان يقوم بأي ثورة جديدة، لانه يعي المسؤولية التي تقع على عاتقه، ويعلم جيدا ان الدولة لا تتطلب مظاهرات ولا ثورات ولا أعمال عنف، والشعب مدرك لطبيعة المرحلة التي نمر بها، فلا بد من التكاتف مع جميع أجهزة الدولة».

اللواء عبد السلام شحاتة: تقييم الثورة بعد عشرات السنين

ويرى اللواء عبد السلام شحاتة، الخبير الأمني، ان «تجربة الثورة لا يمكن تقييمها إلا بعد عشرات السنين، فهناك من يهاجمها فعلى أي أساس يتم هذا، والحكم الذي صدر مؤخرا على حسني مبارك كان الهدف منه تهدئة الرأي العام قبل ذكرى الثورة، ولكن النظام الحالي ليس ضد الثورة ولكن من ضدها هم بعض الأفراد في الدولة ليس أكثر».

جمال اسعد:&25 يناير هبة جماهيرية

قال الدكتور جمال اسعد، الكاتب والمفكر القبطي، «25 يناير هبة جماهيرية انجبت أرواحا للثورة ولكن ما زالت هذه الروح هائمة تبحث عن جسد تتقمصه. فالثورة لم تتحقق، كما ان 30 يونيو هبة جماهيرية لم تحقق الثورة، لان الثورة هي تغيير مناخ الحياة إلى الأفضل، ولكن الثورة ليست إسقاط حاكم وعندما نقوم بإسقاط حاكم فهذا يكون إنقلابا وان ذهبت الظروف إلى الأسوأ تكون ثورة مضادة وإن اتجهت الظروف إلى الأفضل فهنا تكون الثورة، فعلميا هي هبات جماهيرية حولتنا إلى حالة إصلاحية فإذا تم الاصلاح التراكمي بمنهج ورؤية سياسية لتحقيق مبادئ يناير الثلاثة فمن هنا تتحقق الثورة، فالثورات لا تأتي تحت الطلب فهي فعل ثوري تراكمي له ظروفه ومسبباته ونتائجه، ومشكلة 25 يناير انها خرجت بدون تنظيم ثوري أو اجندة ثورية ولا رؤية ثورية ولكن القدر هو من أسقط نظام مبارك مع تدخل القوات المسلحة بصورة أو بأخرى».

وأضاف «الحراك الثوري لا يعني مظاهرات ولكن المظاهرات أحد أساليب الحراك الثوري، فليس من الطبيعي تكرار ما حدث وقيام الشعب بعمل ثورة أخرى وهذا كلام غير واقعي حتى ولو كان ما زال هناك مشاكل وفساد والرجوع إلى الكثير من الممارسات السابقة».

ياسر برهامي: أحذر السلفيين&من دعوات التخريب

اما التيار السلفي، فقد عبر عن موقفه ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية في تصريحات خلال زيارته إلى أسوان طالب فيها بعدم التظاهر في الذكرى المقبلة لثورة 25 يناير، وقال: «لا أريد زيادة المقتولين والمحبوسين، هناك فساد وظلم ولا بد أن يعالج بطريقة لا تزيد من الفساد والظلم». وأضاف «احذر أبناء الدعوة الإسلامية من دعوات التخريب المحتملة في الأيام المقبلة؛ حتى لا يقع أي منهم في شرك الصدامات التي يريدها البعض ضد الدولة والمجتمع». وتابع «أوجه الشباب بعدم النزول يوم 25 يناير، وهناك من يظن أنه يعالج الفساد والظلم بمزيد من سفك الدماء التي يتعرض لها الشباب الراغب في إزالة الفساد أو بمزيد من حبس الناس، مما يزيد المشكلة تعقيدا».

&