& عاطف قدادرة

وافقت الحكومة الجزائرية على اعتماد السفير المغربي الجديد الحسن عبدالخالق، بعد عشرة أشهر من الانتظار. وأفادت مصادر إعلامية في الجزائر بأن السفير الجديد ينتمي الى «حزب الاستقلال» المغربي الذي يحمل خطاباً ترفضه الجزائر، تحديداً في شأن ملفي الحدود والصحراء الغربية.

وأشارت تقارير الى أن عبدالخالق استلم مهماته رسمياً، على رغم أن الموافقة الجزائرية على تعيينه حررت في نيسان (أبريل) الماضي. ويخلف عبدالخالق السفير عبدالله بلقزيز، الذي عارضت الجزائر استمراره. وأصدرت جهات جزائرية إشارات إيجابية تتوقع تحسن العلاقات الثنائية. وأفادت مراجع موثوقة، بأن الجزائر عابت على بلقزيز إعداده تقارير «مبالغ بها» ضد مسؤولين جزائريين بينهم السفير الجزائري لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي عمار بلاني.

كما أفيد بأن السفير الجديد استلم منصبه من دون أن يصدر بيان بذلك من جانب الخارجية الجزائرية، ليخلف بذلك بلقزيز الذي شهدت فترة مكوثه في الجزائر توتراً وصل إلى حد استدعائه أكثر من مرة الى الخارجية لإبلاغه احتجاجات.

وتعقدت العلاقات الثنائية في الفترة التي عايشها بلقزيز، وكانت أبرز الأزمات تلك التي نشبت بين بلاده والجزائر بسبب الاعتداء على قنصلية الأخيرة في الدار البيضاء في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، إثر قيام مجموعة شباب بإنزال العلم عن القنصلية العامة الجزائرية ثم حرقه، ما أثار حفيظة الجزائر التي طالبت المغرب بتوضيحات عن «الإساءة» بعد اتهام أطراف مغربية بالتحريض ضد أعضاء البعثة الديبلوماسية الجزائرية.

كما استدعى وزير الشؤون المغاربية والأفريقية والجامعة العربية عبدالقادر مساهل السفير المغربي السابق قبل أشهر، وقدم له تحذيرات من استمرار استخدام مغربيين مطار الجزائر للترانزيت للسفر الى مطار معيتيقة في طرابلس والالتحاق بصفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في ليبيا.

ويشاع أن اعتقال أكثر من 80 مغربياً في تلمسان (حدودية مع المغرب) قبل أيام من قبل قوات الجيش، تم للدواعي الأمنية ذاتها، أي الشكوك حول حركة هؤلاء الشباب نحو ليبيا.

ويعتبر عبدالخالق من الضالعين في الشأن الجزائري، إذ سبق له القيام بزيارات عدة في إطار مهمات إعلامية حين كان يشتغل صحافياً في صحيفة «العلم» المغربية، كما رافق ملك المغرب الراحل الحسن الثاني خلال القمة العربية الطارئة في الجزائر عام 1988 عقب الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وأصدرت جهات جزائرية إشارات عدة حول احتمال أن يعيد السفير الجديد بعض الدفء للعلاقات المتوترة، خصوصاً الانتقادات المتكررة في صحافة البلدين. غير أن الجهات ذاتها، استبعدت تماماً احتمال أن يؤثر ذلك على موقف الجزائر من الصحراء الغربية باعتبارها وفق الجزائر آخر قضايا الاستعمار في إفريقيا، وأن سفيراً ليس بإمكانه حلحلة إشكال بهذا الحجم مع بلد يردد منذ فترة أنه ليس طرفاً في قضية بين الرباط وجبهة «بوليساريو».