عبدالله إبراهيم الكعيد&

في كل مناسبة نضرب المثل بالخواجات وشغفهم بالقراءة واهتمامهم بالاطلاع إذ قلما نعهدهم إلاّ وبين ايديهم كتاب سواء أكانوا في محطات القطار، المطارات، أو وهم يتسدحون حول المسابح أو على الشواطئ وحتى في الطوابير الطويلة وهذا ما جعل القراءة ممارسة أساسية في حياتهم.

&الفرد الأميركي على سبيل المثال منذ ولادته وهو محاصر بالعديد من الوثائق التي تحوي شروطا وأحكاما تعاقدية في كل شيء يمس حياته سواء في علاقته مع الحكومة الفيدرالية أو الشركات وخصوصا شركات التأمين، بطاقات الائتمان، شركات الاتصالات، البريد، البنوك، الوكالات العقارية وغيرها، وبالتالي لا يمكن أن يمهر توقيعه الا بعد قراءة متأنية وتمحيص في فحوى البنود ورغم هذا فهو يرجع أحيانا للمحامي للاستشارة حتى لا يقع في مآزق قانونية توديه في ستين داهية!

&قراءة الوثائق والاطلاع على نصوصها مربط الفرس في حكاية اليوم.&

"جاستا"&

حديث الساعة محليا واقليما ودوليا.&

في مقابلة لقناة سي إن إن الاخبارية أعرب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الموشك على مغادرة البيت الأبيض بعد ثماني سنين عجاف السيد باراك حسين أوباما، عن قلقه من مصادقة نواب الكونغرس على قانون (يعني به جاستا) لا يعلمون فحواه وحيثياته ولم تُثر أي مناقشة بالمجلس للسماح للنواب الاطلاع عليه وتكوين فكرة شاملة عنه لمعرفة أهدافه وعواقبه الى آخر ما ورد في المقابلة من مفردات تعبر عن خيبة أمل باهتة.

&نفهم نحن القرّاء من تعبير (لا يعلمون فحواه وحيثياته) أن أعضاء الكونغرس المحترمين لم يقرأوا بنود القانون ونصوصه حتى بعد أن عاد إليهم بـــــــ(فيتو) الرئيس في تحدٍ لسيد البيت الأبيض غير مسبوق طوال مدة فترتيّ رئاسته.&

قلت في فاتحة الكلام ان الأمريكان شعب يقرأ في كل وقت وذكرت حرصهم على تمحيص نصوص الوثاق الروتينية فكيف بتجاهل قراءة بنود قانون خطير وإقراره والأغرب من كل ذلك بأن المجلس بهيئته الرئاسية وأماناته المتعددة لم تطلب من الأعضاء مناقشته حتى يتسنى للنواب الاطلاع عليه وتكوين ولو فكرة سطحية عنه لمعرفة أهدافه وعواقبه حسب نص كلام السيّد الرئيس أوباما. أليس ذلك مدعاة للشكوك وكشف للنوايا المُبيّتة؟&

بقي أن أقول معك حق يا سيادة الرئيس في قلقك ليس بتحدي نواب الكونغرس لك وضربهم باعتراضك عرض الحائط ولكن بسبب عدم قراءتهم للقانون وجهلهم بفحواه وتلك لعمري سابقة مخجلة في سجلّ كل نائب صوّت وصادق على العمياني.