لقد كانت منافسة محبطة بين دونالد ترامب، الذي لا يريد أن يكون مسؤولاً عن أي شيء، وهيلاري كلينتون، التي أمضت سنوات طويلة في الحُكم اتسمت بالتبعية بدلاً من القيادة، وتركت الكثير من بقية العالم مذعوراً. إنها منافسة لقيادة العالم الحُر تستخدم لتكون أنموذجاً للصراع من أجل الحق لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. ما رأيك الآن؟ 

الولايات المتحدة بالطبع لها ضوابطها وتوازنها التي تضمن لأي رئيس أن يتحمل مواجهة القوة الاستبدادية لروسيا. ولكن إنه لشيء خطير عندما يهدد أحد المرشحين، مثل ترامب، بزج منافسته في السجن. 

يبدو أن ترامب تمنى العودة إلى أيام الصيادين، ولا يدرك أن مواصفات الرئيس أصبحت أكثر تطوراً. فالرؤساء الآن يجب أن يفهموا الأجزاء المكونة للأزمات واتخاذ القرارات اللازمة لحلها بأكثر من طريقة واحدة، والقيادة تعني بناء توافق في الآراء حول المسار المختار للعمل.

والحقيقة هي أن أميركا ليست فقط في خضم انتخابات، بل إنها في أزمة قيادة نشأت من تردد الرئيس باراك أوباما المزمن لإبراز قوة الولايات المتحدة في الخارج. وهذا يُعد تقاعساً عن العمل يسمم السياسة الأميركية، أشد من البذاءات الترامبية. القاعدة الأساسية للهيمنة العالمية هي أن تستخدم القوة أو أنك ستخسر هذه الهيمنة، ولقد مزق أوباما كتاب هذه القاعدة. 

عندما تراكمت الأزمات الخارجية في طريق أوباما صرح بأن حلها معقَّد للغاية من قِبل أميركا منفردة، وناشد الدعم الدولي، لكن باتخاذ هذه الطريقة الضعيفة كان واضحاً للجميع أن أوباما اختار مسبقاً النأي بنفسه عن هذه الأزمات، أو في أحسن الأحوال أن يجعل جون كيري في حالة سفر دائم بشأنها.

لقد جعلت الحرب السورية -التي طاردت أوباما خلال كثير من فترة رئاسته- الولايات المتحدة في موقف ضعف واضح كل الوضوح. علماً بأن موقف ترامب أكثر وضوحاً، حيث قال إن سورية غير مركزية للمصالح القومية الأميركية، فالمعركة هي ضد تنظيم داعش. 

أما بالنسبة لكلينتون، فلا تزال سياستها واحدة، حيث حاولت دون جدوى حث أوباما في عام 2012 على فرض منطقة حظر جوي فوق مساحات شاسعة من سورية، دون اللجوء إلى قوات برية. وهي فكرة قد تكون أيضاً غير قابلة للتطبيق.

سورية من الواضح أنها في حالة من الفوضى. ورغم ذلك، نرى تردد وإحجام أميركا عن معالجة مسائل أساسية كان ينبغي أن تنفذها القيادة الأميركية في القرن الـ21. فهل أميركا حالة خاصة، لا توجد لديها مسؤوليات عالمية؟ ومن أجل ماذا هي مستعدة للقتال؟ وهل انسحابها من إدارة الأزمات العالمية يُعد تحدياً للهيمنة الأميركية؟

إن القيادة هنا، وكذلك عبر المحيط الأطلسي، تعني تقييم نقاط القوة والعمل على كيفية تعظيمها، لكنني لا أرى الكثير من ذلك يحدث. إننا قد نكون في موضع سخرية بسبب فوضى القيادة في الولايات المتحدة، التي لا تعكس عاداتنا وتقاليدنا.
روجر بويز