مصادر الأخبار

علي الجحلي

أحد الأخبار الصادمة كان قرار أحد الزملاء إلغاء خدمة «واتساب» التي كان يتحفنا من خلالها بكثير من المختلف والمفيد. صديقي برر هذا التغيير بحال "واتساب" التي لا تسر، وهو ينقل إليه كل النفايات التي يضطر للتعامل معها وهو يبحث عن الصحيح والمفيد لمجموعته التي يقودها في التطبيق الأشهر.

حارب كثيرون هذه الموضة التي وقع فيها أغلبنا، لكنهم اضطروا في النهاية إلى تقبل التغيير والمشاركة ولو حتى في مجموعات الأسرة التي تنقل أخبارها وجديدها لإطلاع الجميع. هذا البديل لحميمية الهاتف والحميمية الأكبر للقاء الشخصي، سيطر عليهم. لكن أن يهزم أحد الرواد التطبيق ويتخلص منه، فهو أمر غاية في الصعوبة.

انتشرت التحديات للزميل المصمم على قراره الذي ستكشف الأيام مدى قدرته على الاستمرار فيه. نبقى نحن الآخرون الذين وقعنا في الشرك ولا نستطيع الخروج من التطبيق ولو لأيام قليلة، خاضعون لسلطته وجبروته وأخباره.

يصحو الواحد منا على كم هائل من الرسائل التي تحاصره من كل مكان، فبعد أن كنا نختار الأوقات التي تناسبنا لاستقبال الأخبار والمصادر التي نستقي منها هذه الأخبار والمعلومات، أصبحنا اليوم مضطرين للانقياد وراء كم كبير من الرسائل والمصادر التي قد تصدق، وكثيرا لا تكون كذلك.

يحاول مديرو كثير من المجموعات أن يجعلوها منابر ثقافية وتوعوية وتنجح الفكرة لمدة محدودة، لكنها ما تلبث أن تفقد حيويتها مع البيئة الغاضبة التي تولد الخلافات بسبب أو دون سبب. يقول صاحبي الفكاهي إنه يدخل المجموعة فإن وجدها مجموعة تعازي هرب منها. ولذلك سمّى إحدى المجموعات التي تهتم بأخبار قريته مجموعة "أحسن الله عزاكم" وهذا حال أغلب المجموعات الأسرية.

المهم أنه يجب أن نتنبه إلى نقاط مهمة في هذا التطبيق المهم، وهي من قبيل التنبيه إلى خطر قادم يهدد العلاقات الاجتماعية والاستقرار النفسي، بل إن بعضها يسيء للوطن وتماسك وتفاهم أبنائه.

الخطر في ما يمر من خلال هذه التطبيقات من ادعاءات كاذبة وأخبار مفبركة تهدف لتكوين وجهة نظر معينة أو موقف من قضية كانت واضحة قبل أن يصب عليها وقود الفرقة والكذب والافتراء.

هنا أركز على المجموعات التي يعيد كثير من مرتاديها ما يصلهم من مقاطع عسكرية أو سياسية تهدف لإيجاد مشاعر معينة أو ردود أفعال ضارة بالمجتمع وأهله، لهذا هي أسوأ مكان يمكن أن يستقي منه الناس الأخبار.