باسط محمود 

أصدر مجلس مسلمي بريطانيا قرارا ببدء حملته الخاصة بمكافحة التطرف استباقا لبدء "برنامج "امنع" الحكومي المثير للجدل الذي صمم للغرض نفسه. وسيأتي تنفيذ قرار المجلس بعد التشاور مع نحو 500 جهة، منها مدارس ومساجد وجمعيات خيرية ومجموعات محلية، على أساس أن البرنامج سيعتمد بشكل أساسي على قادة وأئمة هذه المدارس والمساجد.
وستصبح هيئات المجتمع المدني النقطة المحورية الرئيسية التي يتم من خلالها تسليم البرنامج الذي أعلنه المجلس إلى المساجد كونها نقطة الاتصال الرئيسية. وسوف يعمل مع فريق قادة المجتمع ضباط الشرطة السابقون والمهنيون المختصون بخدمات الصحة النفسية وغيرها من الوكالات في محاولة لمعالجة التطرف على المستوى الشعبي.
ويقول أحد المدرسين إن "برنامج امنع" الحكومي قد أدى إلى زيادة صعوبة الوضع بالنسبة للمسلمين، حيث إنه يؤصل لفكرة "نحن" ضد "هم"، وأضاف أنه تلقى العديد من التساؤلات من تلاميذه المسلمين حول ما إذا كان ينبغي عليهم عدم مناقشة بعض المواضيع في الفصل الدراسي. وإن "برنامج امنع"، الذي يُعد تحديا للبرنامج الحكومي المثير للجدل، يتضمَّن بعض الإجراءات التي منها قيام المدرسين بالإرشاد عن التلاميذ والطلاب الذين يصبحون أكثر تدينا بمرور الوقت، خوفا من تحوّلهم إلى متطرفين.
ويؤكد المدرس أنه لاحظ أن عددا من تلاميذه المسلمين يصرون على الامتناع عن الكلام في بعض المسائل، ويبتعدون عن التعليق على الموضوعات السياسية، خوفا من أن يتم وصفهم بـ"المتطرفين"، معترفا بأن هذه المخاوف ليست بالكامل دون أساس.
لقد أدى "نظام امنع" إلى تصلب المواقف بين المجتمع الأوسع، ولكن لا شيء من هذا يعني أن هناك التزاما أقل بين المسلمين لمواجهة التطرف. لقد رأيتُ وحضرتُ العديد من اللقاءات المجتمعية المنظمة على المستوى الشعبي لمكافحة التطرف، حيث يتفق الجميع على أن التطرف لا بد من معالجته.
وإذا أردنا أن تكون المساجد والمدارس والمجتمعات المحلية مفتاحا لاكتشاف التطرف، فمن المهم أيضا أن تكون تلك المؤسسات مجهزة بالمهارات اللازمة لمكافحة التطرف، حيث إن إحدى المشاكل الرئيسية الحالية هي عدم توافر المعلمين والعلماء المدربين خصيصا لتحقيق هدف مكافحة التطرف، لأن مكافحته التي ينبغي أن تتم بمهارة أهم من أن تترك لـ"برنامج امنع".