«الغاية تبرر الوسيلة»، عبارة تلخص إرث الرحيل للرئيس الأميركي باراك أوباما في العالم العربي. فوفقا لموقع «ميدل إيست مونيتور»، تبنى أوباما سياسة خارجية تهتم بالمصالح الأميركية فقط، متخليا عن وعوده بتشجيع الديمقراطية، وتحقيق طموحات شعوب الشرق الأوسط، بل سحق أحلامهم في حياة كريمة.

مع قرب نهاية الفترة الرئاسية الثانية للرئيس الأميركي، باراك أوباما، بدأ الكثيرون بالحديث عن إرثه السياسي. وفيما أشار مؤيدوه إلى إنجازاته الداخلية خاصة نظام الرعاية الصحية الذي أنقذ حوالي 46 مليون أميركي من براثن الموت والإهمال، كذلك إنقاذه للاقتصاد من أزمة الرهن العقاري وتقليصه نسبة البطالة من 9% إلى أقل من 6%، ذكر موقع "ميدل إيست مونيتور" أنه عندما يأتي الحديث عن السياسة الخارجية يبدأ تقديم الذرائع، في إشارة لإخفاق هذه السياسة. وحسب الموقع، فإن البعض يقول إن أوباما بدأ عهده بالتشجيع على نشر الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، لكن الوضع في العالم العربي وفشل الثورات العربية جعلاه يتبنى مقولة ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة"، مشيرا إلى أن تلك السياسة حدثت في عهد الرئيس الأسبق نيكسون، الذي وضع أمن أميركا ومصالحها الإستراتيجية قبل أي شيء آخر، حتى لو أدى ذلك إلى التضحية بالديمقراطية ودعم الانقلابات العسكرية.


الاهتمام بالمصالح الأميركية 
لكن المشكلة - وفقا للموقع- هي أن هذه المقارنة لا تصلح بسبب اختلاف الظروف، ولأنها غير دقيقة أساساً. لأنه منذ اليوم الأول، تبنى أوباما سياسة خارجية تهتم بالمصالح الأميركية فقط، لذلك لم يتردد في التخلي عن طموحات شعوب الشرق الأوسط وسحق أحلامهم بحياة كريمة عندما يكون ذلك في سبيل تحقيق مصالحه. 
وقال الموقع إن هذا كان واضحاً في سياسة أوباما حتى قبل الثورات العربية. بسبب رغبته في التعاون مع إيران للوصول إلى استقرار نسبي في العراق يسمح له بتحقيق وعده الانتخابي بالانسحاب منه بحلول 2011، كما رفض أوباما دعم الثورة الخضراء في إيران التي اندلعت في يونيو 2009 احتجاجاً على تزوير الانتخابات لصالح الرئيس أحمدي نجاد، مبينا أنه لنفس السبب، ضحى أوباما بنتائج "العملية الديمقراطية" في السنة التالية في العراق، ودعم – بطلب من إيران- بقاء نوري المالكي في الحكم، رغم خسارة ائتلاف "دولة القانون" الذي يرأسه المالكي للانتخابات.


الربيع العربي 
في هذا الإطار، يرى الموقع أن "الربيع العربي" كان مفاجأة غير سارة لإدارة الرئيس أوباما. ليس فقط لأنه هدد حالة الهدوء التي كانت إدارة أوباما فرضتها على المنطقة استعداداً للانسحاب من العراق، ولكن لأن الاضطرابات أفسدت كل ترتيبات الإدارة الأميركية في المنطقة تقريباً.
كانت تونس الحالة الأكثر سهولة لأنها لم تكن تهدد الكثير من المصالح الأميركية، لكن الوضع ازداد صعوبة عندما انتقلت الاضطرابات إلى مصر. وبالرغم من ذلك، لم تكن الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك تشكل تهديداً كبيراً لأن الجيش تولى زمام الأمور.
وبالنسبة إلى ليبيا، لم يعترض أي نظام في العالم – باستثناء الروس ربما- على رحيل نظام معمر القذافي.


تحدي سورية 
أضاف الموقع أن التحدي الحقيقي لأوباما كان في سورية، حيث أصبح موقفه الصريح من التغيير الديمقراطي في العالم العربي واضحاً تماماً، مبينا أنه في هذه النقطة بدا حرص الرئيس الأميركي على عدم إغضاب إيران، حتى لو أدى ذلك إلى مسح سورية عن خارطة العالم، وذلك لأن عملية الوصول إلى اتفاقية نووية مع إيران قد بدأت ببطء في عمان، وكان أوباما حريصاً أن تنجح تلك العملية بأي ثمن.