خالد أحمد الطراح


قرار حل مجلس الأمة جاء فعلا مفاجئا، على الرغم من سيناريو الاشاعات حتى اصبحت يقينا بصدور قرار الحل رسميا قبل يومين من الافتتاح لدور الانعقاد الخامس في 2016/10/18، في حين كانت الترتيبات البروتوكولية والاستعدادات مستمرة حتى نهاية يوم الاحد 2016/10/16، لكن ليس المهم التركيز حاليا على أسباب وظروف المفاجأة رغم اهميتها؛ لسبب انه ليس هناك سر في الكويت، فلا بد ان تتضح التفاصيل يوما.
المهم اليوم هو كسر المقاطعة للانتخابات، الذي بدأ يتلاشى، وربما يزداد عددا مع موعد نشر المقال، وهو ما كنت أدعو اليه حتى خلال عمل مجلس 2013، فالإصلاح داخل المجلس، وليس خارجه، لا سيما نظام الصوت الواحد؛ فهذا الامر ينبغي الالتقاء عنده والاتفاق حوله بصدق وامانة، وكل هذا يستوجب عودة قوية لأغلبية قادرة على تحقيق هذا الهدف الذي من المؤكد ان يمهد الطريق نحو تصحيح مسار العمل الرقابي والتشريعي وتعزيز القوى النيابية الاصلاحية، وليس الصوتية.
في هذه المرحلة الاستثنائية، نتطلع الى ان نشاهد تحرّكا مؤيدا للمرشحين ذوي الكفاءة، سواء ممن فازوا بمقاعد مجلس 2013 وبرهنوا على عدم التكسّب من مقاعدهم البرلمانية، وكذلك ممن كسروا المقاطعة من الاغلبية المطلقة في مجلس 2012، علاوة على مرشحين جدد ذوي فكر ورؤية واضحة تستهدف تعزيز الرقابة والتشريع واصلاح النظام الانتخابي كخطوة أولى نحو اصلاح سياسي شامل.
لا شك في ان هناك دورا مهما ومؤثرا جدا لرموز وطنية في هذه المرحلة، كالأخوة الافاضل د. أحمد الخطيب وأحمد السعدون ومسلم البراك، حتى وان كان خلف القضبان، وأنا على يقين بأنهم حريصون على انتشال البلد من حالة التراجع والجمود وانهم اصحاب إرادة قوية وعزيمة لم تنكسر يوما حتى في أسوأ وأقسى الظروف.
تأييد هذه النخبة الوطنية وغيرهم من الشخصيات التي قاطعت نظام الصوت الواحد لمن يسعى الى خوض معركة تصحيح النظام الانتخابي والمسار الديموقراطي، عنصر مهم في عودة اغلبية صلبة، كما كانت عليه حتى قبل مجلس 2012 وأي موقف مبدئي للبعض من الرموز والشخصيات من الصوت الواحد له احترامه وتفهمه، لكن أتمنى ألا يحول ذلك من دون تقديم التأييد للمرشحين القادرين، لكي يكونوا امتدادا لصلابة من سبقهم في المحافظة على المكتسبات الدستورية، فالرابح بنهاية المطاف كويت الدستور.
نحن امام مرحلة تستدعي التداعي حول المسؤولية الوطنية المتمثلة في دعم رموز، لهم باع وتاريخ في العمل والنضال السياسي، فمن دون دعمهم لن تغلق الابواب امام الطارئين على الساحة الديموقراطية!
أملي كبير في سماع صوت مدوٍّ لكسر المقاطعة، ودعم الكفاءات المخلصة، ومن يستحق التأييد والدعم واستبعاد من لا يستحق من ساحة الانتخابات.
تصحيح النظام الانتخابي هو الخطوة الاولى والاهم نحو التصحيح الرقابي والتشريعي وتنقية البيئة السياسية ممّا أصابها.