عادل الحربي

على قدر الألم يأتي الصراخ.. وفيما يبدو ان ارتكاب العصابة الانقلابية في اليمن لجريمة إطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة ينم عن اليأس الذي بلغته المليشيات الحوثية وتتالي الضربات الموجعة التي تلقتها في الفترة الأخيرة.

لا يمكن لأي تنظيم يدعي انتماءه إلى الاسلام أن يبلغ مبلغ استهداف مكة المكرمة إلا إذا كان على وشك الانتحار او كان مطمئنا لحماية دولة لا تنتمي إلى الاسلام.. وكل الاحتمالات هنا مفتوحة بيد أن الجدير بالمعالجة ليس الأجير العميل المنفذ بل مصدر الشر ورأس الأفعى.

إن الإدانة يجب أن تتوجه للمجتمع الدولي المتخاذل وليس للحوثة او المخلوع؛ حيث إن تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته وتعلقه الواهم بالحل السياسي هو ما يدفع الامور إلى مزيد من التشتت والتداخل.

الدور بالردع وضرب عملاء الحوثة وصالح هو دور التحالف بامتياز لكن الدور السياسي بات اليوم مسؤولية كل من تعنيه مكة المكرمة.. والمملكة قادرة على حماية حدودها بل وقادرة على توسيع التحالف في هذه اللحظة بدعوة واحدة من خادم الحرمين الشريفين؛ لكن الدعم السياسي هو مسؤولية كل الأمة كل في محيطه الاقليمي وصوته في المنظمات التي يتبعها لان المطلوب الآن اخراج المجرمين من اي حل سياسي ودعم تحرير باقي المدن اليمنية بانتظار حلول لاحقة تفرز من يستحقون الانضمام لليمن الجديد.

إن هذا العمل الاجرامي يكشف مدى الضلال الذي انغمست فيه العصابة الانقلابية.. كما يكشف عن بعدها عن أي حل سياسي.. بل إن انضمامها لاي حل سياسي هو استفزاز لشرفاء اليمن ولمسلمي العالم.. لان هذه المحاولة الجبانة لا يجب أن تمر مرور الكرام..

لدينا منظمات اسلامية يجب دعمها لتتولى الحشد الدولي وإعادة الامور إلى نصابها، ولنأخذ على سبيل المثال منظمة التعاون الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي وهي منظمات اسلامية يمكن أن تبدأ حملة ضخمة لشرح وحشد التأييد لقوات التحالف باتجاه الحسم والمشاركة فيه من المجتمع الدولي وليس باتجاه حل سياسي يبقي الامور معلقة بلا قرار.

الاستياء الدولي من هذا الاعتداء واجبنا ان ندعم تحويله إلى استياء عملي يواجه جرأة هذه العصابة الإجرامية على حمى أطهر البقاع وأقدسها باجراءات تنهي وجوده.

إن المحاولة اليائسة ستتكرر في مواقع اخرى ولا يمكن لوم التحالف على ذلك لان العصابات ليست جيوشاً يقضي عليها في يوم وليلة بل جرذان لا تدري من اين ستخرج.. ولا يردعها دين او خلق.. والكثير من الدول والمنظمات عبرت عن دعمها الكامل للمملكة العربية السعودية ووقوفها معها تجاه هذا السفه الإجرامي، والمطلوب اليوم أن يتحول هذا الدعم إلى عمل ينتهي بإنهاء هذا التنظيم الارهابي واستعادة اليمن السعيد.