شملان يوسف العيسى

تجرى يوم الثلاثاء القادم، 8 نوفمبر، الانتخابات الأميركية للرئاسة والتي ينافس فيها الحزب الجمهوري ومرشحه دونالد ترامب والحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاري كلينتون.

من الصعب على أي مراقب التنبؤ بمن سيفوز في هذه الانتخابات. لكن السؤال الذي نريد إثارته هنا هو: هل يملك العرب بشكل عام، وأهل الخليج العربي بشكل خاص، رؤية مشتركة تجاه من سيفوز بمقعد الرئاسة الأميركية؟ وهل علينا أصلا أن نراهن على السياسة الأميركية؟

معلوم أنه للولايات المتحدة سياسة واضحة ومعلنة حول مصالحها في المنطقة. وبما أننا أمة ضعيفة وممزقة، وتأثيرنا على الانتخابات شبه معدوم، فالجالية العربية والإسلامية ممن لديهم الجنسية الأميركية أعدادهم كثيرة، لكنهم غير مؤثرين مثل اليهود أو غيرهم من الجاليات الأخرى في السياسة الداخلية الأميركية، لأن مواقف العرب غير موحدة، وهم لا يملكون رؤية مشتركة تجمعهم.

ما يهم مرشحي الرئاسة هو توجهات وآراء الشعب الأميركي، وما يريده من مطالب، والقضية الأولى التي تهم هذا الشعب هي المسألة الاقتصادية، لأنها مرتبطة بحياته، مثل الضرائب والبطالة وإيجاد وظائف جديدة في سوق العمل الأميركي.

أما القضية الثانية التي تهم الرأي العام الأميركي، فهي الأمن وكيفية إبعاد الإرهاب عن بلدهم الآمن. فهنالك شعور شعبي متنامي ضد الإرهاب والإرهابيين، ليس في الولايات المتحدة فقط، بل في أوروبا أيضاً. وقد احتلت قضية الإرهاب موقعاً متقدماً في البرنامج الانتخابي لمرشحي الرئاسة. فالمرشح الجمهوري ترامب ركز في برنامجه على انتقاد الرئيس الأميركي الحالي وحزبه الديمقراطي، لإخفاق إدارتهما في القضاء على الإرهاب، وتحديداً إرهاب «داعش». وقد شملت الانتقاداتُ الجمهوريةُ المرشحةَ الديمقراطيةَ لأنها كانت وزيرة للخارجية في المرحلة الأولى من إدارة أوباما.

ازدياد وتيرة العنف والإرهاب في أوروبا خلال الصيف الماضي أعطت المرشح الجمهوري فرصة للتشدد في تصريحاته ضد المسلمين، وقد روّج للخطوات التي سوف يتخذها لو أنه انتخب رئيساً للولايات المتحدة، ومن هذه الخطوات إبعاد المسلمين المتشددين من الولايات المتحدة.. بل وعد أيضاً باعتماد بطاقة هوية خاصة بالمسلمين، وبتأسيس قاعدة معلومات عنهم، ومراقبة المساجد التي يتردد عليها المتشددون في الولايات المتحدة.

المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لديها هي أيضاً رؤية وخطة لمحاربة «داعش» والقضاء على الإرهاب لا تختلف عن نهج أوباما، فهي لن ترسل قوات أميركية لمحاربة الإرهاب، لكنها سوف تكثف العمليات الاستخباراتية والهجمات الجوية لهزيمة «داعش»، كما أعلنت أنها سوف تسعى إلى قطع مصادر تمويل الإرهاب ومعاقبة الدول التي تمول الإرهابيين.

والسؤال الآن هو: كيف سيتعامل العرب مع الإدارة الأميركية القادمة؟ علينا كعرب الاعتراف بأننا أمة ضعيفة ممزقة، لا نملك أي دور حقيقي في توجيه السياسة الأميركية، والدليل على ذلك هو التحرك الأميركي في المنطقة، وتحديداً في العراق وسوريا واليمن. فالولايات المتحدة حليفة لدول الخليج، لكن موقفها من التواجد الإيراني في العراق وسوريا غامض ومبهم، فالأميركيون يدينون ويحاربون «داعش»، لكنهم يهملون ميليشيات «حزب الله» وغيرها الميليشيات المدعومة إيرانيا. والآن هناك غموض في الموقف الأميركي من قضية تحرير الموصل، لسكوتهم على مشاركة «الحشد الشعبي» الطائفي، وقتلهم للأبرياء من أهل السنة.