خالد الصالح

رأى رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا الدكتور أكرم كلش أن تركيا قد تقوم بتقييم مؤتمر "جروزني" الذي نظم قبل أشهر، وتسبب في العديد من ردود الأفعال في معظم الدول الإسلامية. وقال كلش بعد لقائه وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ أمس: إن تركيا تهتم كثيرا بعلاقتها الدينية مع المملكة، فيما ابتعد كلش عن تصنيف بعض الجماعات الإسلامية كـ"تنظيمات إرهابية"، مشددا على سعي حكومته إلى نبذ العنف والتطرف اللذين يمارسان باسم الإسلام ويؤثران على استقرار الدول.


إعادة النظر 
بيّن "كلش" على هامش زيارة وفد الشؤون التركية لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أمس، في مقر الوزارة، أن طريق أهل السنة هو طريق الإسلام الأساسي، موضحا: "في البداية كان لدينا مكتبان في هذا المجال، هما أهل الرأي المتمثل في الإمام أبي حنيفة، و أهل الحديث المتمثل في الإمام أحمد بن حنبل والإمام الشافعي، وهذان المكتبان يمثلان طريق أهل السنة، ويجب علينا الالتزام بهذه المبادئ الأساسية".
وفي سؤال "الوطن" عن موقف وزارة الشؤون الدينية التركية من البيان الذي خرج عن مؤتمر جروزني ورفضته المملكة ودول عربية عديدة، فيما لم ترفضه تركيا أو تؤيد ما جاء فيه، قال: "ممكن أن نقيم البيان الصادر عن المؤتمر بالتفصيل، ومن المهم لدينا أن نلتزم بالمبادئ التي ذكرتها آنفا".


تصنيف المنظمات
لم يوضح الوزير التركي النهج الذي ستتخذه بلاده تجاه تصنيف بعض الجماعات الإرهابية، كما فعلت المملكة ودول عربية وعالمية، لكنه قال: أهم ما في الأمر أن نحافظ على أمن البلاد الإسلامية، ونشكر الله عز وجل أن المملكة قادرة على حفظ أمنها واستقرارها، وهذا مهم جدا لنا، كما أن في تركيا محاولات كبيرة للزعزعة والمتمثلة في الانقلاب الفاشل الذي لو تم فلن أكون موجودا في السعودية الآن". وأضاف: "إن الأمن والاستقرار ركيزتان أساسيتان لتركيا، ومعروف لديكم أن هناك خلفيات لهذه التنظيمات يجب الانتباه لها، والمهم أن لا يزعزعوا أمن البلاد الإسلامية، لأنه بدون الأمن والاستقرار لن نستطيع أن نعيش ديننا بصورة صحيحة".


لا نقيم الجماعات
في رده على سؤال "الوطن" بخصوص تقييم تركيا لبعض جماعات الإسلام السياسي، علق الدكتور كلش قائلا: لا نرغب بأن نقيم الجماعات، ولكننا نوضح أن تركيا تريد الخير دائما للمملكة والخير للبلاد الإسلامية عامة، فمن الضروري أن تتمتع دولنا بالأمن والاستقرار في الوقت الذي تواجه فيه سورية واليمن وليبيا أوضاعا صعبة".
وأوضح كلش أن ما وقع من نشاطات إرهابية في العراق وسورية تحت اسم الإسلام أحرج الأقليات الإسلامية في أوروبا، بسبب تلك الأحداث الإرهابية التي ينسبونها دائما إلى الإسلام، مشددا على أن وزارته ستقف ضد الإسلاموفوبيا.


فترة ذهبية 
أكد كلش أن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الفضل في تطوير العلاقات بين المملكة وتركيا، خصوصا بعد زيارته التاريخية الأخيرة لتركيا العام الماضي، شاكرا فتحه مجالا لتطوير العلاقات، فهذه الفترة التي وصفها بالفترة الذهبية، سواء في المجالات الاقتصادية أو العسكرية، وزاد قائلا: "العلاقات بين المؤسسات الدينية أهم جدا من تلك العلاقات كلها، لأن العلاقات المعتمدة على المصالح الدنيوية تنقطع بانقطاع تعاون المؤسسات الدينية".
وقال: "بعد زيارة وزير الشؤون الإسلامية السعودي الشيخ صالح آل الشيخ لتركيا قبل 4 سنوات فتحت لنا أبواب جديدة لتطوير العلاقات، خصوصا في المجال الديني المشترك، وبعد ذلك زار وزير الشؤون الدينية التركي الرياض وقرروا تشكيل لجنة مشتركة للعمل على تطوير العلاقات بين المؤسستين، ولذلك حضرنا اليوم لتطبيق هذا العمل المشترك".


الحماية من التطرف 
أكدت وزارتا الشؤون الإسلامية في المملكة ونظيرتها التركية أنه في سياق الزيارة تم الإعداد لبرنامج يتضمن أوجه التعاون المقترحة، وأهمية تفعيلها وتطويرها فيما يخدم العلاقات الإسلامية الدينية للبلدين، ومن ذلك حسب بيان الطرفين "حماية المجتمعات من الغلو والتطرف، وتوحيد جهود الجهات الدينية في البلدين لوقاية مجتمعاتهم من الأفكار الضالة والفرق المنحرفة، ودعم الجهود الداعمة لتقوية العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة، واستثمار إمكانات الجانبين الدينية، والاقتصادية، والسياسية لخدمة وسطية الإسلام وسماحته، وجمع كلمة المسلمين ونصرة قضاياهم، إضافة إلى الاهتمام ببرامج تعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية للأئمة والخطباء والدورات التدريبية لتحسين أدائهم".